مع انتهاء دور الانعقاد في مجلس الأمة، يحتاج نوابنا الأفاضل إلى نقطة نظام ووقفة متأنية لمراجعة منحنى أدائهم طوال الفترة الماضية من عمر المجلس ومقارنتها بالأداء الخطابي في الندوات الانتخابية وما حوت من صراخ، ووعود وعهود للناخبين ووعيد للمقصرين، يحتاج نوابنا لأن يسألوا أنفسهم عددا من الأسئلة أهمها ماذا قدمتم لأبناء الدوائر بصفة خاصة ولأهل الكويت بصفة عامة؟ هل مثلتم دوائركم خير تمثيل أم مثلتم عليهم باقتدار؟ هل كنتم اللسان الذي تحدث باسمهم وناقش قضاياهم أم اللسان الذي ضيع حقوقهم بالجدال والسجال وشخصانية الحوار؟ ماذا حققتم من برنامجكم الانتخابي مع انقضاء العام الأول من عمر المجلس؟ لماذا يطالب بعضكم الآن بحل المجلس بعدما كانوا أكثر المتباكين على الديموقراطية حينما حل في المرات السابقة؟ كم عدد النواب الذين قرأوا الخطة الخمسية أو الإطار العام قبل التصويت عليها؟
المتابع لأخبار مجلس الأمة وما يدور على ساحته من سباب وألفاظ نابية يشعر بحجم المصيبة التي يعاني منها العمل النيابي في بلدنا لدرجة جعلت من نائب يسمع وزيرا ما لم يكن ليسمعه في شجار بالشارع لمجرد أن الوزير التزم ببنود القانون ورفض معاملة غير مستوفية الشروط، وبعد كل ذلك يتساءل بعض النواب بكل عيون جريئة عن السبب المباشر لتدني لغة الحوار داخل المجلس؟
عزيزي النائب، عزيزتي النائبة، لا أريد أن أعكر صفو ومتعة مشاريع الإجازة المقبلة بالتفكير في إيجاد إجابات عن الأسئلة السابقة لأنني بكل صراحة كتبتها للناخبين الذين أوصلوكم لقبة عبدالله السالم لعلهم يشكلون جبهة شعبية ضاغطة لتشكيل مجلس أعلى لمتابعة الأداء البرلماني منذ بداية العملية الانتخابية مرورا بمراقبة عملية الاقتراع والنتائج وصولا إلى تقديم تقرير سنوي عن أداء كل نائب في المجلس، كل الأمل أن تحمل الانتخابات القادمة انفراجة في الأداء البرلماني.
[email protected]