مخطئ من يعتقد أن المرأة مخلوق ضعيف، رقيق، مهيض الجناح، تبكي من الألم، تنكسر من صفعة، تنخدع بكلمة ثناء في غير موضعها، مترددة في اتخاذ القرار وعاجزة عن المواجهة، إلى آخره من الصفات التي تنم عن حقيقة جهل مروجها بطبيعة المرأة.
الواقع أن المرأة بصفة عامة هي سيدة المتناقضات، ضعيفة إذا اقتضت الضرورة، تنحني أمام العاصفة لتعود قوية كالإعصار، تجيد فن التعامل مع الرجل وترويض ذكوريته المتسلطة، على الرغم من مظهرها المتسامح إلا أنها لا تنسى الإساءة أبدا، فهي صاحبة ذاكرة حديدية تستطيع أن تقص عليك أدق تفاصيل أحداث ما قبل التاريخ، لا تمتلك روح المبادرة ولكنها تمتلك حرفية تمكنها من جعل المبادرة من شريكها وقتما تشاء، بينما يظن المسكين أنه «سي السيد وعنتر زمانه». لديها مواصفات قيادية كبيرة اقتصاديا واجتماعيا فهي تتقن تحديد الأهداف والأولويات المرحلية بالإضافة إلى إجادتها التعامل مع الأرقام وحساب الميزانية وخصوصا إذا كانت أحد المساهمين في الشراكة الزوجية وإعالة الأسرة، تبرع في أداء مهمتها مهما كانت الضغوط.
تمتلك المرأة عددا من الأسلحة التي تجيد استخدامها في الوقت والمكان المناسبين، أول هذه الأسلحة البكاء الذي يكسر قلب الرجل فيحقق مطالبها، فإذا لم ينخدع بدموعها تظهر شخصيتها التي تقوم على فلسفة إيجاد البديل فتلجأ إلى سلاح أخر في جعبتها ألا وهو الدلع والدلال واختيار لحظات الضعف لتحقيق مآربها، فإذا لم يجد نفعا لجأت لأسلحة أخرى مثل التمنع مرورا بإثارة الغيرة والتجاهل وصولا إلى الضرب والتقطيع في الأكياس البلاستيكية.
يا معشر الرجال انتبهوا فالنساء قادمات وسيأتي علينا يوم، نحن معشر الرجال، نطالب بحق المساواة مع المرأة فلا تقللوا من قدراتها ولا تتجاهلوا إنجازاتها وإلا سيصبح مصيرنا المطالبة بكوتا رجالية في المجلس القادم.
[email protected]