أزمة تلد أخرى، هذا هو حال بلدنا هذه الأيام، فمن الاحتقان السياسي المفتعل بسبب طغيان كل سلطة على حدود الأخرى بداعي التكسب الشعبي وخلق الولاءات، مرورا بالفتنة الطائفية البغيضة، إضافة للتقسيمات المعيبة لمكونات المجتمع والتي يروج لها البعض علانية وبأسلوب لا يخلو من الغطرسة وإلغاء الآخر، إلى الطعن في كرامات الناس واستغلال الفضاء المفتوح لتصفية الحسابات فالتعرض إلى نزاهة القضاء وانتشار الفساد في بعض الأجهزة.
وانتهاء بالمحتكرين المتلاعبين بقوت الناس والذين لا ينمون ويكبرون إلا في بيئة الأزمات، كل هذه معاول هدم إن لم ننتبه لخطورتها ستنسف جهود المؤسسين الذين بفضلهم بعد الله عز وجل قامت الدولة وتأسست دعاماتها والذين ائتمنونا لرعايتها والمحافظة على مكتسباتها التي بدأ بعضنا ـ بداعي الجهل أو القصد ـ بالإساءة لها وسوء استغلالها.
وحديث الشيخ ثامر الجابر الأخير مع الزميلة «الراي» قدم قراءة شاملة لكل الاختلالات التي أدت إلى فقدان التوازن السياسي والاجتماعي في الدولة، محذرا من محاولات البعض تحويل ديموقراطيتنا إلى فوضى، مشخصا بعض الظواهر بطريقة لا تخلو من الاتزان والحكمة، داعيا لكبح جماح من يريد القفز على ظهر الظروف، ومناديا بسحب بعض المصطلحات التي تشق الوحدة الوطنية عن التداول الإعلامي كل هذا يجعلنا مطمئنين إلى أنه رغم الغيوم الداكنة المخيفة فإن هناك منفذا للنور والأمل وهو مسطرة ثامر في قياس الأمور.
[email protected]