البرنامج القيم الذي قدمه بامتياز الشيخ نبيل العوضي والسيد الحسيني على قناة الرسالة والذي جسد واقعة استشهاد الإمام الحسين عبر بصورة صادقة عن خطاب واضح وأسلوب متزن يشعرنا جميعا بأن الاختلاف بين طوائف المسلمين في بعض القناعات لا يلغي التوافق على المسلمات بينها، فالأسلوب الذي انتهجه معدو ومقدمو البرنامج المذكور والقائمون على القناة يعكس حاجة المسلمين لمن يبدأ بالمبادرة في الاتجاه الصحيح والذي يهدف إلى إبراز المتفق عليه وتقديمه على ما سواه من الاختلافات التي لم نجن منها إلا التشرذم والفرقة، فالانتصار لقضية الإمام الحسين عليه السلام ليس حكرا على طائفة أو ملة بعينها.
أما ما زرع في نفسي الحماسة لكتابة هذه السطور فهو شعوري المتواصل بالإحباط المتولد عن حالة التجاذب والعنف الفكري بين طوائف المسلمين والتي تحولت بفضل بعض أبناء الوطن الواحد إلى فتن طائفية متلاحقة في مجتمعنا والتي استفحلت فأخذت أبعادا أخرى وأثرت على حياتنا اليومية بشكل واضح وان حاول البعض العاقل إخفاءها أو تسطيحها.
فلم يعد مقبولا أن تتحول بعض القنوات والمنتديات إلى آلات مبرمجة للشتم واللعن اليومي، الأمر الذي جعل المجتمع أسيرا مقتادا لفكرة الانقسام والفرقة البغيضة.
لذا فإن المبادرة التي قادتها قناة الرسالة تستوجب منا ومن جميع المسلمين الشكر والثناء، وأشهد الله العلي العظيم أنها أقنعتني بأنه إن لم نستطع أن نتقارب فبإمكاننا أن نتعايش في مجتمع يقبل فيه بعضنا البعض بكل محبة، وهذا هو ديدن مجتمعنا وعمقه الحقيقي. فشكرا كبيرة لكم وجزاكم الله خير الجزاء راجيا من المولى عز وجل أن يهدينا إلى سواء السبيل متمنيا ان تحذو جميع الاطراف المتنافرة حذو «الرسالة» وما استشهادي فيما ذكرت الا تأكيدا على انه هناك الكثير مما نتفق عليه.
[email protected]