نتمنى أن يمر استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء وتبعاته الخاصة بالتصويت على عدم التعاون بقبول جميع الأطراف لنتيجة الممارسة الديموقراطية أيا كانت نتائجها. فإن كنا فعلا مؤمنين بالديموقراطية كمبدأ واحد غير قابل للتجزئة، على من يدعو إلى التصعيد بعد جلسة الأربعاء أن يعي تماما أن مصالح الدولة والشعب لا تحتمل إطلاقا استمرار النهج الذي يتبعه البعض في إثارة الشارع بداعي الاحتكام إليه. وعلى الحكومة أيضا أن تتحمل مسؤولياتها في ترجمة مضامين الخطاب السامي بما تضمنه من دعوة متكررة إلى معالجة أوجه القـــــصور في أدائها والحرص على تنفيذ القانون على الجـــميع.
من جانب آخر نتمنى من وسائل الإعلام أن ترشد خطابها وفق مبدأ الحرية المسؤولة ونحن هنا لا ندعو إلى تقليص دور الإعلام، لكننا ندعو إلى عدم النزول عن الحد الأدنى الذي يحفظ للجميع كرامته أيا كان مستوى الخلاف فإصرار البعض على التــــأجيج والتعرض للكرامات ســــيقودنا حتما نحو المجهول. وكل ما ذكرناه لن يكون له قيمة حقيقية دون دعوة.
ونـــدعو كل مكونات الشعب الكويتي إلى الأخذ في الاعتبار أن الكويت كانت ولاتزال تعتز بمواطنيها ممن أسهموا في بنائها، وبالتالي فإن بذل وعطاء الآباء والأجداد على اختلاف أدوارهم في مسيرة هذا الوطن هو شرف للجميع، ولكن هذا الشرف لا يمنح أيا منهم أفضلية على غيرهم كما لا يمنحهم حقوقا أكثر من غيرهم، بل إن هذا الشرف يحملهم مسؤولية الاقتداء بذلك التاريخ المشرف لأسلافهم وعليه فإنه يجب على الجميع أن يقتنع بأن مكونات المجتمع تكمل بعضها، ولن تستقيم الدولة ويستقر الوطن إلا بهم مجتمعين، وهذا ما نريده بعد يوم 5 يناير.. وكل عام والجميع بألف خير.
[email protected]