أتحفنا د.سعد بن طفلة الأسبوع الماضي عندما كتب شارحا الانقلاب الثالث على الدستور وكم كان اجتهاده سفسطائيا في فلسفة القوى المحركة لهذا الانقلاب والتي اختزلها متيقنا بثلاث فئات تحيط السلطة بها نفسها الأولى الجاهل واللص والمحتال والثانية لصوص الوطنجية ثم اختتم تصنيفه بالفئة الثالثة وهم الشيعة السياسية.. طيب يا دكتور، على افتراض أن هذه التصنيفات تلامس حدود الواقع وفق الزاوية التي أصبحت وبشكل مفاجئ تفسر الأمور من خلالها ألا تعتقد إنصافا لعلمك ومقدرتك على تحليل الأمور والاهم من كل ذلك حياديتك التي سوقتها وحصلت لقاءها على اصواتنا في مشرف وبيان انك تناسيت متعمدا «القبيلة» ودورها المحوري في هذا الانقلاب؟ أليس في القبيلة محتال أو لص أو حتى وطنجي بالمصادفة أوليس هناك قبيلة سياسية من الممكن ان تتمدد مصالحها وتأتلف قناعاتها وتلغي الآخر فقط لكي تغنم وتتكسب على حساب المصلحة الوطنية كحال الفئات الثلاث التي صنفتها؟ فوفقا لما تأسست عليه قناعتنا بان القبيلة هي مكون اجتماعي أصيل كسائر المكونات الاجتماعية الأخرى وبناء على ما ذكرت حضرتك عن الفئات الثلاث والتي تعتمد الانتهازية وتحقيق المكاسب فالأمر إذن ينسحب أيضا على البعض من أبناء القبائل هذا إن كنت مؤمنا اننا جميعا بشر نصيب ونخطئ في حق أنفسنا وحتى أوطاننا أحيانا....ختمت تحليلك دكتور بان للكتابة سوق نخاسة وللمواقف أثمانها وللكلمة أوزانها....فما الثمن وكم يبلغ وزنه؟
الجبهة العريضة كانت إحدى الذرائع التي أتحفنا بها البعض الآخر ممن امتهن التبرير لكتلة إلا الدستور حيث عزا الحضور الضعيف الاثنين الماضي في ساحة الإرادة إلى اننا نكتفي بان المشارب السياسية والشبابية منها تحديدا حضرت بمن يمثلها... يا ترى من طبل لـ 100 إلف مزلزله... المهم ان الشعب قال كلمته في ساحة الارادة بعدما أوصلت الجموع التي لم تحضر رسالة شديدة الوضوح قسمها الأول موجه لأدعياء المبادئ و«المطالب التفصال» بان قفزكم المتكرر على المراحل اسقطكم من علو في نظرنا والقسم الثاني من تلك الرسالة موجه إلى الحكومة بألا تحسب هذا نصرا لها على ما يسمى الأغلبية فتبالغ بثقتها وتماطل في موضوع الحل ومعالجة كل أوجه الفراغ الدستوري هذا إن كانت جادة في قطع الطريق على تسويق اخر تفتيحة وصلت حديثا لدكان «إلا الدستور» وهو الدعوة لدستور جديد
[email protected]