يبدو ان البعض من شباب الكويت امتهن التظاهر بسبب أحيانا وبدون سبب أحيانا كثيرة وهذا لاشك انه احد حسنات «الثورجية الجدد» الذين لا هم لهم ولا غاية إلا «ليلة الليالي» و«الليلة الكبيرة» و«التعبئة العامة»، والاخطر من كل ذلك الدعوة إلى «العصيان المدني» والذي اصبح بقدرة قادر الاعتصام المدني.
إلا ان الحسنة الاهم في نظري هي حقيقة البعض ممن امتهن التظاهر والذي اثبت بالصوت والصورة ان قلة الحياء والتعدي على القيادات الامنية وتهديدها اصبحت مبدأ يضعه هذا البعض ويوليه اهمية تتعدى بمراحل الشعار الثورجي الذي جاء لتسويقه وبمعنى ادق «إذا فلسوا من اقناع الناس بجودة بضاعتهم ألقوا باللائمة على رداءة السوق»، وهذا ما يزيد من سخط الملتزمين بالقانون من شباب الكويت والذين يعبرون عن رأيهم بمسؤولية بالساحات والميادين وهم كثر ولله الحمد من هذه الروح الانهزامية لبعض القيادات وطريقتها في التعامل مع المتجاوزين لفظيا عليها وبالاسم، بل الاكثر مرارة من ذلك هي الصورة المخجلة لبعض القيادات التي نقدرها ونحترمها وهي تطأ رأسها وتحنيه للاسف امام البعض «غير المهذب» والتي يعزونها إلى الحكمة في التعامل مع الموقف، وهذا في تقديري تفسير مردود عليه فاستخدام الحكمة له قواعد واصول مرعية اولها ان يكون الطرف الآخر مستعدا للامتثال إلى لغتها (اي الحكمة) وان لم يكن فواجب عليكم ارشاده إليها ولكن بعد ان تكون لغتكم واضحة لا لبس فيها، فهل ينقص من قدر حكمتكم ايها القادة ان تكون عبارات الرد لديكم تحذيرية لمن تجاوز وتطاول؟ وهل اثبتت لكم التجارب السابقة ان اسلوبكم «بالطبطبة والمساحل» قد حد من التطاول عليكم؟
ولكي لا يطلق البعض الذي «يبي الشارة» العنان لتفكيره غير القادر على التمييز بين التحذير الواجب امنيا والتعسف واهدار كرامة من يعبر عن رأيه فاسمحوا لي ان أذكّر الجميع بأسلوب اللواء محمود الدوسري والذي أعتبره مرجعية مقبولة في التعاطي مع هذه التصرفات غير المسؤولة فهذا القيادي كان اول المتصدين بحكمة ولمن؟ لكل مصانع الشعارات الثورجية وكبار منتجي العبارات المهينة بحق رجال الامن. اما ان يتوسل البعض من القيادات رضاء للمسيء فهذا الذي جاء من اجله هذا المسيء، خصوصا وهو يرصد البعض من القيادات ويطبب عليه باليمنى وباليسرى حاملا الهاتف ليأخذ التعليمات اولا بأول. ياقادتنا الامنيين نحترمكم وسنظل، ولكن ما هكذا تكون القيادة فقدرات القائد والميداني على وجه التحديد لا تستدعي اخذ الاذن بكل شاردة وواردة وامام من يراهن على عدم قدرتكم على التصدي لتجاوزاته عليكم.
وعودة للثورجية الجدد (لأنهم مصخوها)، وبما ان مخزون الشعارات بدأ بالنفاد وبما ان الارباح التي استمات البعض لتحقيقها لم تغط حتى رأس المال (ما يتم صرفه على تجهيز وإدارة التجمعات) فإني اتوقع ان تتم الاستعانة بالاختين محظوظة ومبروكة أصحاب المطالبة الشهيرة «يسقط عمي وتسقط مرتة» وهو ما اتوقع ان يكون تأثيره قويا على حشد الجماهير.. فكلنا بحاجة للضحك وتغيير المزاج.. وسامحونا عالاطالة.
[email protected]