سأستهل الكلام بدعوة مباشرة لكل من تطاول على القضاء وشكك في حياديته بأن ينفض غبار سوء الظن عن عقله وقلبه، ويتقدم باعتذار واضح لهذا المرفق الذي كان ولازال وسيظل إن شاء الله ملاذنا الآمن وحصننا الحصين، وأقول لهم نعم من حق الجميع أن يعلق على الأحكام سلبا أو إيجابا ولكنه حتما ليس من حق أحد أن يصف حكم إبطال مجلس 2012 بأنه صفقة أو حكم مستورد.
تدعو حركة الشياب الشباب «نهج» إلى تجمع غدا الاثنين والذي لم أكمل قراءة مضمونه لكي أتبين شعار «اليمعة» هذه المرة ولكني بحكم تجاربهم الثلاث الأخيرة والثلاث قبل الأخيرة، بل ومنذ أن بدأوا يصدحون بالدفاع الانتقائي عن الدستور فإني أجزم بأنه سيكون موجة جديدة من موجات التصعيد المشوب بنشوة ما يعتقدون أنه الحكم الذي ساهموا في صدوره مؤخرا والذي رفض طعن الحكومة بدستورية الدوائر الانتخابية بنظامها الحالي، فإذا كان ميزانكم انه انتم فقط من يحق لهم التحدث باسم الأمة وأنكم الوحيدون الذين ناصروا الدستور وحموا مكتسباته والاهم من ذلك انكم تكتسبون مشروعية تجمعاتكم وشعاراتها من (أبوالدستور الانتقائي) والذي اختزله وصاغه في مادة واحدة وهي انه «لا سقف للمطالب» فإنه من الواجب تذكيركم بأن ميزان الوطنية لا يقدم قراءة حقيقية ولا يعطي رقما صحيحا الا للذين قدموا واجب الانتماء كاملا وهذا مالا ينطبق على الكثير منكم وأغلب قواكم المحركة من نواب (إلا الدستور) لذلك اسمحوا لي ان اصعد موجة يتحاشى ركوبها الكثيرون ممن لا يرغبون بزيادة انقسامنا وفرقتنا ولكني التمس منهم ومنكم العذر لأقول: ان اصدق ميزان لقياس من يحق لهم ابداء الرأي هم من قام بواجبه الوطني وصمد بالداخل اثناء فترة الغزو ثم بعد ذلك كل من تم أسره وهو يقدم ولاءه الخالص للعلم وبعد ذلك كل من كان له دور محوري في الخارج اثناء تلك الفترة واقصد من «محوري» اي انه نظم وشارك بحراك وطني يعبر عن صدق الانتماء ومشروعية المطالبة والأهم من كل ما ذكرت هو ميزان الوطنية الحساس والخالص وهم القيمة والغاية التي ضحى من أجلها شهداء الكويت والذين قدموا الروح دفاعا عن وطنهم فهم بذلك حتما لم يزايدوا أو يستعرضوا بحمايتهم لوطنهم والذود عنه ولم يزايدوا بأنهم حراس قصر الحكم لكنهم صدقوا ما عاهدوا الله وأولي الأمر منهم وأوفوا بوعودهم على عكس مما يريد البعض اليوم من استباحة كل شيء بحجة المزيد من الحريات والنمو الطبيعي للديموقراطية.. هذا هو الميزان الحقيقي وليس ميزان يرتفع عشرة مقاييس ويهبط عشرة أخرى بحجة أولويات المرحلة لذلك استحق ان يوصف بأنه ميزان خضرة.. وسامحونا عالإطالة.
[email protected]