مرسوم حل مجلس الأمة في طريقه للصدور وربما يتأخر، المهم أننا سنشهد الأيام القادمة تسابقا محموما بعضه على حق واغلبه «شو ماصخ» فيما يتعلق بتناول وسائل الإعلام لهذه المرحلة والتي تعتبر بحق ووفقا للتجارب السابقة أرضا خصبة جدا للإثارة والتكسب خصوصا أن الجميع يترقب ما قد يستقر عليه يقين القيادة السياسية في اللجوء إليه من مراسيم ضرورة ولعل أبرزها ما يتعلق بالنظام الانتخابي، والذي تهدد بعض ما يسمى بالقوى السياسية أنها ستلجأ لمقاطعة الانتخابات القادمة إذا ما صدر هذا المرسوم، وعليه وبما أن الإعلام الرسمي تلفزيون وأذاعه قد حقق في الأشهر الماضية ما لم يستطع تحقيقه خلال العشر سنوات الماضية بحكم أن الكثيرين اليوم من المشاهدين والمستمعين وأنا منهم بدأنا نضع خيار المشاهدة أو الاستماع لقنوات الإعلام الرسمي ضمن الخيارات المقبولة لدينا وليست المرضية أو التي تحقق لنا ما نطمح إلى أن نشاهده أو نستمع إليه، ولكنها بدأت تخطو خطوة واثقة بالاتجاه الصحيح في اختيار العناصر التي نفترض أنها مؤهله أو أنها قابلة للتأهيل بسهولة لأنه على ما يبدو قد تغيرت فلسفة اختيار المذيعين واقتنع الجميع وعلى رأسهم وزير الإعلام ان «الحاجة أم الاختراع» وأن الدخول في قائمة المقبولين إعلاميا يتطلب تحييد مبادئ الرعاية الحكومية واعتبار المشتغلين في حقل الإعلام ليسوا كغيرهم من موظفي الدولة... ففي الوقت الذي يعتبر فيها الإعلام القوى المحركة الأولى لتحقيق المقاصد السياسية لكل طرف وذلك اعتمادا على جاذبية تلك القنوات والفئات التي تستهدفها والتي حتما إعلامنا الرسمي ليس بعيدا عنها أو مستثنى بحجة أنه رسمي، وبما أن الإعلام الرسمي نفسه بدأ يضع باعتباره ردة فعل الآخر «ومداراته» فإني أعود لأذكر بما يتمنى الكثيرون ممن عادوا لاعتماد قنوات الإعلام الرسمي ضمن خياراتهم في المشاهدة والاستماع إلى أن الإعلام الرسمي عندما يضع خريطة خاصة لتناول مرحلة ما بعد الحل يجب أن يبتعد عن المغالاة في إظهار أنه يتبنى الرأي والرأي الآخر فهذا التبرير غير مطالب فيه بحكم أنه جهاز إعلام رسمي يعبر عن رأي الحكومة ويدعم مواقفها، فلستم بحاجة يا سادة بين كل كلمة وأخرى أن تذكرونا بأن الإعلام الرسمي يعمل بشفافية ويتبنى جميع الآراء فالرأي المخالف لتوجهات الإعلام الرسمي له قنواته ومواقعه الإلكترونية والأهم من كل ذلك له من قواعد الدعم المالي «اللامحدود» ما يجعله غير عابئ بمساحة تقديرك له ولداعميه، إذا نتمنى على وزير الإعلام أن يتبنى مسارين في المرحلة المقبلة لا يقل أحدهما أهمية عن الآخر الأول.. اختيار العناصر الإعلامية المؤهلة وتحديدا المذيعين ولا اعني اختيار المؤدي بل المذيع أو المحاور المثقف والمطلع والذي لديه القدرة أن يوفر له مع مرور الوقت قاعدة من المتابعين كحال الكثيرين ممن احتضنهم الإعلامي الرسمي فتألقوا، فحتما إيماننا بمقدم البرنامج هو مقدمة لقناعاتنا بما يطرح.
أما المسار الثاني فهو الحرص على الابتعاد عن الأسلوب النمطي باختيار الموضوعات وآلية تناولها والأهم من ذلك الضيوف الذين سيشاركون فيها وهنا تبدأ لعبة الإعلام الحقيقي عندما يستضيف الإعلام الرسمي في برامج حوارية خاصة البعض ممن يشككون فيه وفي مواقف الحكومة التي يعبر عنها على أن يحاورهم ويتلقفهم مذيع بدرجة محاور مثقف ومطلع ويحظى بطلة مقبولة يستطيع أن يعكس فعلا وجهتي النظر بطريقة تظهر له الغلبة والتفوق، بحكم أنه يحق للإعلام الرسمي ما يحق لغيره من إعلام «مشي حالك» وقنوات بو يومين، بالمناسبة الأخ الذي يذيع النشرة الاقتصادية بتلفزيون الكويت وتحديدا ما يتعلق بجلسة افتتاح وإغلاق البورصة أرجو من حضرته ومن مراسلي تلفزيون الكويت في البورصة تحديدا ومن القائمين على البرنامج أن يتذكروا أن الخطاب الإعلامي والاقتصادي منه تحديدا أصبح المرآة العاكسة لثقافة أي مجتمع فلم نعد نتحمل تحليل البعض للنشرة وكأنه جالس في ديوانية بيتهم، فلا حديث عن مصطلحات ذات علاقة ولا تحليل يستند إلى ما يتعدى أسوار جلسة التداول، فارحمنا يا وزير الإعلام، وسامحونا على الإطالة.
[email protected]