شاءت الظروف والاقدار ان اتواجد في زيارة لجمهورية مصر العربية في هذه الاحداث العصيبة التي يمر بها بلد بحجم وثقل مصر، هذا البلد الذي لطالما اثرى الوطن العربي بالكثير والكثير.
شاءت الاقدار ان اشاهد بعيني ما حدث في مصر يوم 25 يناير وما بعدها من احداث، فمصر كما يطلق عليها ام الدنيا بلد عظيم كبير يحتوي على الملايين من البشر الجامحين والطامعين في الحرية والتغير للافضل، لقد قامت الثورة للتغيير الى حياة معيشية افضل بدلا من الوضع السائد الحالي في مصر.
لقد قامت ثورة الجياع كما اطلق عليها البعض او اطلق على هذه الثورة هي ثورة الشباب المتمسك ببصيص من الحرية وتغيير سنوات عجاف مرت على هذا الشعب تغير يهدف الى توفير فرص عمل والحد من البطالة والفقر اللذين شاعا في البلاد لسنوات طويلة وأجهدا فيها الشعب المصري بكل الفئات والطبقات واثقلا كاهل المواطن المصري بالهموم وأفقداهم الأمل في أي تحسن ملموس للاوضاع المعيشية والاقتصادية، فمن خلال تراكم كبير لهموم الشعب المصري جاءت انتفاضة 25 يناير من خلال شعب لا يعرف اليأس، شعب جامح الى تغيير اوضاعه الاقتصادية والسياسية، تغيير يتناسب مع مكانة مصر وشعبها العظيم.
وبالفعل تحقق للثورة ما ارادت وتحققت معظم مطالب الشعب الذي سعى الى الافضل، ولكن بكل الاسف والأسى والحسرة وفي ظل هذه الثورة العظيمة اندست الايادي الخفية التي تريد ان تلعب ألعابا خبيثة تضر بالشعب المصري، اياد تلعب في الظلام لاجهاض الاحلام والأماني وتأخذ مطالب الشباب والشعب الى منحنى بعيد عما اراده الشعب فلقد ظهر على الساحة بلطجية ولصوص ومثيرو الفوضى والشغب الذين حاولوا تخريب المنشآت العامة والخاصة وترويع المواطنين الآمنين والسطو على المتاجر والمحال واحراق المصانع والمنازل والسيارات وتنهب وتسلب وتأكل الأخضر واليابس.
ولكنني وبكل انبهار نعم بانبهار شديد شاهدت من يقف في وجه البلطجة واللصوص ومثيري الفوضى رأيت ملحمة شعبية لم ارها من قبل فلقد رأيت المصريين يلتفون حول بعضهم البعض متشابكي الايدي لا فرق بين مسلم وقبطي الكل يقف صفا واحدا في مواجهة العنف في تكاتف هو الاروع في تاريخ هذا البلد العظيم لقد شاهدت الكل كبارا وصغارا رجالا وسيدات يدافعون عن بلدهم ومنشآتهم ومنازلهم بكل ما لديهم من قوة لكي يحموا بلدهم، لقد رأيت ملحمة سيشهد لها التاريخ بانها اروع الملاحم الشعبية.
اخيرا، احب ان اوجه الى الشعب المصري كل الحب والاحترام والتقدير على مواقفه الشريفة والجريئة في المطالبة بحقه في حياة افضل.
[email protected]