علي الرندي
عندما تضع وزارة التربية منهجها الدراسي للعام الدراسي فإنها تضع في اعتبارها عدد الأيام الفعلية لتدريس المنهج المقرر مع الوضع في الاعتبار عدد أيام الإجازات التي تكون خلال أيام السنة الدراسية.
فالمنهج الدراسي لكي يدرسه الطالب كاملا لابد من ان يتوافق مع عدد الأيام التي تحتسبها وزارة التربية لإنهاء المنهج الدراسي، فهي تضع اليوم الذي يبدأ فيه تدريس أول أيام العام الدراسي وتضع اليوم الذي ينتهي فيه، وبالنظر إلى الإجازات الموجودة في دولتنا الحبيبة نجد أنها ولله الحمد كثيرة فهناك إجازات أعياد الفطر والأضحى والأعياد الإسلامية الأخرى، وأعياد التحرير الوطني ورأس السنة الميلادية والهجرية، فهذه الإجازات معدودة ومعلومة ونحن لا نعترض على وجود هذه الإجازات ولكن الاعتراض على ما نراه من تغيب طلابنا عن المدارس قبل بدء الإجازة الفعلية المحددة من قبل وزارة التربية بأيام.
في هذا العام مثلا وافق العيد الوطني وعيد التحرير يومي الأربعاء والخميس من الشهر الماضي ولكن لو تتبعنا حضور أبنائنا الطلاب في المدارس فسنجد ان الطلاب تغيبوا عن المدارس بدءا من يوم الأحد أي قبل الإجازة الفعلية بثلاثة أيام كاملة، وبالطبع فإن المنهج الدراسي خلال هذه الأيام التي تغيب فيها الطلبة (وهي أيام غير محسوبة من الإجازات الفعلية التي وضعتها وزارة التربية) توقف المدرسون عن تدريسه وتم بالتالي تأخير الدروس المقررة إلى ما بعد العودة من الإجازة.
ولو نظرنا إلى المعلم في أيام تغيب الطلبة عن المدارس فسنجد انه في موقف لا يحسد عليه، حيث انه مجبر على إنهاء المنهج الدراسي وإعطائه كاملا للطلاب في المواعيد التي قررتها وزارة التربية، فيضطر المعلم حينئذ إلى إعطاء الدروس الفائتة بشكل سريع وبمعلومات غير كافية لأنه مطالب بوقت محدد لكل درس وعليه إنهاؤه في هذا الوقت وبالتالي فإن مقومات إعطاء الدرس للطالب لا تكون مكتملة فلا يستطيع الطالب أن يأخذ حقه كاملا من المعلومات المتعلقة بالدرس مما يؤثر في مدى استيعابه للدروس وبالتالي تقل كفاءته وقدرته على الإجابة الصحيحة.
فالإجازات مستمرة وغياب الطلبة أيضا مستمر، ولابد من وجود حل جذري نعالج به هذه القضية لإعطاء العملية التعليمية كل المقومات لإنجاحها وضمان وجود جيل واع من طلابنا قادر على إفادة وطنه وأمته.
فالحل يكمن في عدد من الأشياء التي يجب اتباعها:
أولا: الحزم الشديد من إدارات المدارس ومن المدرسين ورؤساء الأقسام بالتنبيه على الطلاب على ضرورة الحضور وعدم التغيب وإلا قوبل غياب الطلبة بالعقاب الشديد.
ثانيا: أولياء الأمور وهم الذين لهم دور كبير في عدم تغيب أبنائهم وحثهم على الحضور وذهابهم إلى مدارسهم.
ثالثا: إعطاء النصائح المستمرة للطلاب خلال أيام الدراسة بعدم التغيب إلا في الأيام المحددة للغياب لما له تأثير سلبي في دراستهم.