علي الرندي
لقد تحدثت في مقالة سابقة عن التعليم والمشاكل والسلبيات التي يواجهها التعليم وكيف ننهض بالتعليم الذي هو اساس رقي ونهضة الامم.
ولكن من الواضح ان المشكلة في التعليم تكمن في مراحله الاولى او ما يسمونه مرحلة التعليم الاساسي التي تضم المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وقد اهتم دستورنا بالتعليم وخصوصا المرحلة الابتدائية حيث نص في مواده على ان تكون هذه المرحلة الزامية ومجانية، اي ان الدستور هنا الزم كل مواطن بتعليم ابنائه، فقد وفرت الدولة كل الامكانيات والتيسيرات لكي تكون هذه المرحلة هي المرحلة الاهم لتأسيس وبناء جيل من الابناء.
فالتعليم الابتدائي هو المنبع الذي يمد باقي المراحل الاخرى فهو كالنهر لكي يصل الى مصبه ولابد ان يكون قويا من منبعه، فالاهتمام بالطلاب في هذه المرحلة وتأسيسهم لابد ان يكون هو الشغل الشاغل لوزارة التربية ولكننا لا نرى ذلك واضحا بل على العكس نرى ان هناك عدم تخطيط وعدم اختيار سليم للمعلمين والمعلمات الذين يدرسون في هذه المرحلة، الذين لابد ان يكونوا اصحاب كفاءات علمية ومؤهلات عالية تؤهلهم لتعليم هؤلاء الصغار الذين يحتاجون الى فن في تعليمهم وان يكونوا حاصلين على اعلى الدرجات العلمية لتدريس المرحلة الابتدائية حتى يصبح هؤلاء الطلاب قادرين على تخطي هذه المرحلة والانتقال الى المراحل التالية بكل ثقة وقوة وهم على درجة من القراءة والكتابة واجراء العمليات الحسابية.
فقد حكى لي صديق ان ابنته بالمرحلة الابتدائية وذات مرة جلس معها لمساعدتها في بعض الدروس التي تدرسها وقد اندهش عندما لاحظ الضعف الواضح في القراءة مع انها في الصفوف الاخيرة من المرحلة الابتدائية ولم تكن هذه هي الحالة الوحيدة التي اعرفها تصل الى ختام المرحلة الابتدائية وعندها ضعف واضح في القراءة أو الكتابة، وهذا ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع وكذلك ما ادهشني ايضا انني سمعت ان بعض الطلاب في المرحلة الثانوية، نعم المرحلة الثانوية، لا يستطيع القراءة او الكتابة وكذلك تعجبت جدا من خطوط بعض الطلاب حيث لا يستطيع اي شخص ان يفسر خط معظم الطلاب وهذا ما يعاني منه المدرسون اثناء تصحيح اوراق الاجابة، ونرى ان ذلك بسبب الضغف وعدم التأسيس في المرحلة «الهم» وهي المرحلة الابتدائية، المرحلة التي تحتاج الى كل الجهد والتفكير لكي تكون هي الاساس الذي يُبنى عليه باقي مراحل التعليم.
وادعو من هذا المنبر واطالب وزارة التربية والتعليم بأن تعد العدة وتبذل قصارى جهدها لكي تختار وتوفر المعلمين والمعلمات في هذه المرحلة وان يكونوا اصحاب خبرات وكفاءات علمية وحاصلين على اعلى الدرجات العلمية التي تؤهلهم لكيفية تعليم وتربية هؤلاء الصغار وتأسيسهم جيدا لكي يصبحوا قادرين على تخطي هذه المرحلة بكل نجاح، وكذلك نطالب وزارة التربية والتعليم بوضع وتطوير المناهج الدراسية والمناسبة لهذه المرحلة لكي تتواءم مع العصر الذي نعيشه.