نحن في زمن المتغيرات وكل ما نشاهده من أحداث وما نمر به من مواقف يتطلب منا وقفة للتأمل. لنبدأ بالنظر لأنفسنا، فإن كنت كبيرا فأنت مهموم وإن كنت شابا فأنت قلق وإن كنت طفلا فأنت لا تدري ماذا ينتظرك غدا ومنابع القلق في حياتنا كثيرة فنحن في زمن تحطيم الأعصاب وفساد الصحة وزوال الطموح في وقت ليس له نظام ولا أحد منا يعرف ما هي القاعدة التي تجعلنا ناجحين وإن (صح الصحيح).
فلا أعرف هل النجاح والآمال والطموح مقتصر على فئة معينة من الناس دون أخرى فما نراه الآن أن النجاح قد يكون من نصيب الخائن وللأسف المخلص خسران ويكون الفاسد غنيا والمستقيم الذي لا يقبل مال حرام «فقير».
فأين هو الصح وما هو الصحيح ؟
سؤال يحيرني دائما وما مدى صحة العبارة الشهيرة (ما يصح إلا الصحيح).
فإنني أتجول في وسط مزدحم أرى الوجوه يرتسم عليها القلق وأفكر فيها.
هل قلق من مجهول؟ أم قلق من واقع نعاصره؟ الكل يبحث عن الهدوء المزيف والراحة المزورة. فأين نجدها وأقل شيء متوفر لنا أصبح ملوثا حتى الهواء الذي نستنشقه مليء بالغبار والسموم لم نعد نشعر بلذة الراحة فنحن في عصر المتاعب النفسية نعمل قليلا ونشكو كثيرا.. وأخيرا.. دائما نسعى إلى دمار كل ما حولنا ودمار أنفسنا بمجرد الشعور باليأس للأسف هذه هي الحقيقة التي نهرب منها دائما.. هذا ما يظهر للناس لأنهم لا يرون إلا المظاهر البراقة والكذابة وذلك لاعتمادهم على بصيرة واحدة ليروا الأشياء وهى العين فقط.
لا ينظرون ببصائرهم الأخرى التي منحهم الله إياها للتبصر بها وليست زينة.
من يبصر بقلبه وعقله ويحكمهما بناء على قواعد ثابتة وهى قواعد الإسلام يدرك أن ما تراه عينه اليوم ما هو إلا مزيفا مهما علا ومهما كان براقا فيدرك أن هذا ليس هو صحيحا لأن الصحيح لا يبنى على باطل.
يدرك أن نهاية كل مزيف قريب وإن بعدت في نظر المزيفين ويظل أناس كثر يحصدون نجاحهم بجهدهم وإخلاصهم ويظل أناس كثر يجمعون أموالهم بالحلال وإن غطى عليهم الضباب سيأتي يوم الشمس ليجلو الحقيقة.
لا يضرك ما تراه من غلبة الباطل ولا يجذبك إليه بريقه.
وفى النهاية:
ما يصح إلا الصحيح.
[email protected]