علي الرندي
قد نختلف في بعض الأشياء ونتفق في البعض الآخر، لكن المهم الا يكون الاختلاف سببا في الخلاف الدائم وان يكون التعامل بمبدأ ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
وقضيتي اليوم هي:
سؤال مهم عن لماذا يحارب البعض من اجل الحصول على منصب في الاتحادات الرياضية؟ وللإجابة عن هذا السؤال نجد ان هناك سببين لا ثالث لهما.
أولا: ان البعض يرى انه قادر على خدمة الحركة الرياضية لما له من تاريخ كبير في الرياضة ويريد ان يفيد الحركة الرياضية ويخدم الرياضة من خلال خبرته فيها وهذا هو ما نسميه الشخص المناسب في المكان المناسب ونؤيد هذا النموذج الجيد لأنه يكون قادرا على خدمة بلاده والحركة الرياضية بها، ولذلك نقف خلفه ونسانده بكل طاقتنا.
ثانيا: البعض الآخر يحارب من اجل هذا المنصب ليس لخدمة الرياضة ولكن من اجل خدمة نفسه فقط ومصلحته الشخصية التي يحققها من خلال منصبه وموقعه داخل الاتحاد لما لهذا المنصب من صلاحيات متعددة يستطيع هذا الشخص من خلالها ان يحقق مكاسب مالية وشخصية كبيرة، وهذا النموذج بالطبع لا نؤيده ولا نريده داخل مجالنا الرياضي ونحاول ان نثنيه عن هذا المكان الذي ينظر إليه لخدمة نفسه فقط، لا خدمة الوطن والرياضة.
وهناك الكثير من هذه النماذج التي دخلت إلى اتحاداتنا الرياضية واصبح لها تواجد داخلها دون وجه حق، وبالنظر الى مثل هؤلاء نجد انهم حين يدخلون إلى الاتحاد يكون خالي الوفاض من اي نافع ومفيد للرياضة، ثم نجدهم بعد ذلك قد حققوا العديد من المكاسب الشخصية وهذا كله تحقق ما يستطيعون أخذه من خلال مناصبهم في الاتحادات الرياضية، فالتربح من وراء الرياضة وخصوصا من خلال مناصب الاتحادات الرياضية شيء سهل ويسير لمن يريد التربح والحصول على ما ليس له حق فيه، وابسط مثال على ذلك البطولات بما يتم فيها من تجاوزات كما ان هناك من الأساليب الكثير والكثير الذي يستطيع عضو الاتحاد ان يستفيد منه لتحقيق اهدافه ومكاسبه الخاصة.
فهؤلاء الاشخاص من الممكن ان يكونوا قد مارسوا الرياضة ولكن ليس معنى ذلك ان كل رياضي يستطيع ان يكون عضوا في اتحاد رياضي وليس شرطا ان يصبح كل من مارس الرياضة موفقا في المجال الاداري.
وفي النهاية نتمنى من الأندية الرياضية ان تختار من هم احق لهذه المناصب ومن يستطيع خدمة بلاده وخدمة الحركة الرياضية بعيدا عن خدمة نفسه فقط ومصلحته الشخصية، وانا من منطلق حرصي على خدمة الرياضة اقترح ان يتم تعيين مراقب مالي من قبل الهيئة العامة للشباب والرياضة لكل بطولة او معسكر، حالنا حال المملكة العربية السعودية، لكي يكون قادرا على منع التلاعب في الأموال التي تصرف للبطولات والمعسكرات المختلفة.