علي الرندي
كلنا يعرف المثل «لا طبنا ولا غدا الشر» وهذا المثل ينطبق على السادة مرشحي مجلس الأمة من خلال ما سمعته في وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة أن بعض الأخوة المرشحين لمجلس الأمة يعدون العدة من الآن لاستجواب رئيس مجلس الوزراء القادم الذي لا نعرفه ولاهم يعرفونه إلى الآن، فهل يحاسب الله العبد قبل أن يفعل شيئا، وهل يستطيع أي شخص أن يقرأ كتابا قبل أن يفتحه؟ فمن غير المعقول ان تبدأ الاستجوابات قبل معرفة من سنستجوبه، أم أن هذا الكلام الذي يردده السادة مرشحو المجلس للهالة الإعلامية ولخدمة موضوعهم الانتخابي.
إذن لماذا يصر السادة المرشحون على مسألة الاستجواب والتأزيم قبل أن يبدأ المجلس او حتى يعرف من هو رئيس الوزراء الذي سوف يستجوبه او حتى قبل أن يعرف هل سيكون ضمن الناجحين لمقعد النائب في مجلس الأمة أم لا؟!
نحن نطالب السادة المرشحين بأن يكونوا صادقين في اقوالهم لكي يكونوا صادقين في افعالهم ولابد لهم من الاتعاظ والأخذ بما حصل في المجالس السابقة من حل ومعرفة مدى تأثير التأزيم وعدم التكامل بين السلطتين والاستجوابات الكثيرة التي نادى بها الاعضاء السابقون ومنها ما هو نافع ومفيد ومنها ما هو موجود لخدمة المصلحة الشخصية فقط، فتذبذب العلاقة بين السلطتين اصبح مدعاة للحيرة والريبة في نفس الوقت.
فالاستجوابات القائمة على المصلحة الشخصية تؤكد تدني مستوى الحوار وتؤكد على أن البعض لا يحترم النصوص الدستورية بشأن الرقي في الحوار طبقا للمادة 50 التي نصت على الفصل بين السلطتين، فليس من حق أي سلطة التدخل في شؤون وأعمال السلطة الأخرى ونجد ايضا أن بعض النواب يتجاوزون صلاحيتهم وبات التأزيم شعارا وعنوانا لهم.
فالحق والديموقراطية يجب أن يمارسا بما يخدم الشعوب والمواطن وعلى اساس دستوري ومنطقي، فتجارب الشعوب المتطلعة للحرية والاستقلال والبقاء والنماء اثبتت انه لا يمكن تحقيق اهدافها النبيلة دون وحدة وطنية حقيقية تشحذ الهمم والطاقات وتزج بها في معترك الحياة من أجل تحقيق تنمية حقيقية ومستديمة تتباهى بها الأمم في ظل عدالة سامية انطلاقا من دساتيرها الديموقراطية.
إذن لكي نصل إلى الديموقراطية الحقيقية والتنمية التي ننشدها لابد أن نبدأ أولا بمصارحة أنفسنا بحقيقة العمل جاهدين على رفع مستوى بلدنا ومواطنينا بالعمل على تحقيق المصلحة والمنفعة العامة وليس المصلحة الشخصية التي ينشدها بعض المرشحين لمجلس الأمة القادم.
فالسادة مرشحو مجلس الأمة لابد أن يبدأو بأنفسهم ويعملوا جاهدين على تغليب المصلحة العامة ورفعة الوطن ومصلحة المواطنين الذين وثقوا بهم واعطوهم اصواتهم لتحقيق مصالحهم وحل مشكلاتهم بدلا من كثرة الاستجوابات والتأزيم الذي تشهده مجالس الأمة والذي لا يؤدي إلى أي شيء سوى الضرر الذي يلحق بالبلاد.
وفي النهاية نسأل الله العلي القدير ان يبدأ السادة المرشحون برنامجهم الانتخابي بما ينفع المواطن ويحل المشكلات الكثيرة الموجودة بديرتنا ومعالجة القضايا التي يأمل المواطنين حلها على أيدي السادة المرشحين بدلا من البدء في هذه الحملة بالاستجوابات وتأزيم الوضع قبل أن يبدأ.. والله الموفق.