نحن نعيش في زمن مليء بالمشاكل، زمن تتزايد فيه العثرات فنجد مشكلة الطلاق تطفو على السطح وتأخذ حيزا كبيرا من حياتنا، كل يوم نسمع عن فلان طلق زوجته مع العلم أنه حديث الزواج، لم يستمتع بزواجه سوى بضعة أيام أو أشهر قليلة وسرعان ما نجد الزوج والزوجة جليسين بيت أهلهما.
ومن هنا أتساءل: ما السبب الأول في الطلاق وما الذي جعل الكويت تكون من ضمن أكثر الدول في قضايا الطلاق، حيث تقول الإحصاءات الصادرة من إدارة الاستشارات الأسرية بوزارة العدل أن نسب الطلاق وصلت إلى ارقام مريبة.. إذن هل السبب الرئيسى الرجل أم المرأة؟
الزوج والزوجة كل منهما لا يعترف بأنه مخطئ فيختارون الحل السريع وهو الانفصال دون النظر لعواقب القرار، فهناك الكثير من البنات يعيشن قبل الزواج في خيال المسلسلات التركية والأفلام الرومانسية، يظنن الزواج كسرا لقيود الاهل وسهرا وخروجا يوميا ومطاعم وكلاما معسولا من قبل الزوج، إلى أن يصدمها الواقع وتجد نفسها حبيسة بيتها، كذلك قيام الزوجة بطلب طلبات لايستطيع الزوج توفيرها، وكذلك الرجل يريد امرأة بلا عيوب إذ يريدها مثل الممثلات لا عيب فيها وقليلة الكلمات لا تطلب ولا تأن ويمكن أن ترضى بالقليل.
ونأتي أيضا لبعض الامهات اللاتي بدورهن يحرضن بناتهن على ردة فعل لجميع الأزمات فيحرضهن على أن الكلمة بالكلمة والسب بالسب والبادى أظلم ولا يوجد مانع إذا قام بالضرب ان تردي عليه بالمثل.
فكثيرا ماسمعنا عن أن زوجة قامت بضرب زوجها، فهذا زمن العجائب والطرائف وما لا تتوقع حدوثه يحدث، فهو زمن اختلال الموازين.
بالأمس القريب كان الطلاق قليلا ما نسمع عنه وكل طرف يبحث عن إرضاء الآخر، كى تسير المركب ولكن المركب الآن من دون قائد يتحكم فيها، فوجود قائدين يغرقها ولا أمل في إنقاذها، فقد أغرقت بالمشكلات والتدخل العائلي ومن يدفع الثمن سوى الأبناء؟
نحن نبحث عن حل لهذه المشكلة، فالطلاق أصبح آفة في مجتمعنا يزداد يوما بعد الآخر والكل يصمت ويصفق في انتظار النتائج، لذلك يجب على الدولة ممثلة بإدارة الاستشارات الأسرية بوزارة العدل ألا تقف مكتوفة الأيدى وأن تبحث عن الحلول المناسبة حتى لا تستفحل هذه القضية بشكل أكبر.
[email protected]
ali_alrandi@