إن الفن بكل أنواعه عبارة عن مرآة تعكس ثقافة المجتمع وهو بلا شك يؤثر في الانطباع العام لدى الآخرين فإذا أردت أن تحكم على ثقافة مجتمع فانظر إلى ما يقدم فيه من فن.
لقد مرت الكويت بحقبة زمنية يشهد لها التاريخ بالتألق راج فيها الفن والثقافة والأدب بكافة صوره وألوانه فقدمت الدراما أعمالا كثيرة التي تعرضت للواقع الكويتي خلال حقبة تاريخية معينة بثت من خلالها روح البطولة والانتماء واستمرت الدراما في تقديم رسالتها في المجتمع حريصة كل الحرص على الارتقاء بذوق ومشاعر المشاهد.
ولكن ما يقدم حاليا من الدراما او تحت مسمى إبداع وكلمة إبداع بريئة منهم ومما يقدمون فإذا أردنا عمل مقارنة بسيطة بين الواقع والخيال كي نشاهد الكويت في عيون الآخرين (الغير الكويتيين) إن تصوير الكويت من خلال ما يقدم في الدراما من الصراعات العائلية والعنف وأيضا المخدرات والألفاظ الساقطة والكلمات الشاذة فها هي الصورة التي يكونها الآخرون عن الكويت من خلال ما يسمونه الإبداع الفني بل إنه تشويه صريح للعقول والسلوك لدى أبنائنا فالقادم أخطر لا محالة نظرا لغياب الوازع الديني والتعاليم الدينية وطمس الأخلاق الكريمة وقتل المثل والقيم في هذا الفن الساقط بحجة أنهم يقدمون الواقع حتى أن الشارع الكويتي الذي نعرفه جميعا ككويتيين ونعرف كيف إنها مثال واضح للترابط الاجتماعي والتعاون والإيثار بين أهلها الطيبين والمروءة والشهامة والطيبة هم لا شك عنوان للشارع الكويتي أما أن تتجسد الشارع الكويتي من خلال الدراما في صورة مغايرة إذا نحتاج لتغيير شامل في هذا المجال وغربلة حقيقية كي يسقط الفن الهابط ويبقى ما ينفع الناس.
ali_alrandi@
[email protected]