علي الرندي
تؤلمنا تصريحات بعض النواب السابقين والمرشحين في الانتخابات المقبلة خلال حديثهم عن بعض رموز الاسرة الحاكمة وزعمهم عدم قدرة بعض ابنائها على تولي مناصب وزارية في الحكومة، ولكن هل الديموقراطية التي تمارس في الكويت تجعل أبناء الاسرة عرضة لكل قيل وقال؟!
الكويت منذ تأسيسها وهي تحكمها هذه الأسرة الكريمة ومنذ هذا العهد لم نسمع قط بأن هناك شخصا تطاول بهذا الأسلوب أو شكك في مقدرتهم على المناصب التي يتقلدونها، فالكويت وحكامها هم من سمحوا بقدر من الحرية السياسية اكثر من أي دولة خليجية او عربية، فالنائب في الكويت له سلطات اشرافية ورقابية قوية وباستطاعته مساءلة الوزير في أي وقت، ولكن ليس معنى هذه الحرية ان يتطاول البعض او يتفوه بما ليس له معنى، فبعض النواب السابقين ارجع الازمة السياسية في الكويت الى اسباب متعددة منها الصراع الداخلي في الاسرة الحاكمة والخلافات التي بين أفرادها والبعض يتهم الأسرة بالتخطيط لوأد الدستور.
لذلك ادعو الى عدم تجريح رموز الأسرة الحاكمة من أجل المصالح الانتخابية، فمن الجائز نقد أي شخص بصفته ايا كان منصبه أو قبيلته ولكن في حدود القانون والعادات والتقاليد المتعارف عليها، اما توجيه النقد الى ابناء الأسرة الحاكمة وتحميلها وحدها مسؤولية السلبيات الموجودة في الأداء البرلماني والحكومي فهو أمر مرفوض تماما.
فالبعض الذي يتطاول بالكلام وخصوصا من النواب السابقين ما هو إلا تبرير لفشل السلطتين في التعاون، كأن هذه الرموز هي المسؤولة عن أداء الحكومة السلبي مع العلم بأن اغلب اعضاء الحكومة من غير أبناء الأسرة الحاكمة.
من حق أي فرد في الشعب توجيه النقد والمحاسبة لأي شخص كان اذا تجاوز هذا الشخص القانون، أما الاساءة الى افراد الاسرة ككل في المقار الانتخابية والندوات الصحافية فهي أمر غير مقبول بالمرة، ومن الواضح ان هؤلاء المرشحون الذين يسيئون الى الاسرة مفلسون في برامجهم ولا يجدون شيئا يتكلمون عنه سوى التجريح والاساءة، فهم يعتقدون ان هذا الأسلوب هو الانجح للبروز وكسب الاصوات الانتخابية بعد ان فشلوا في تطبيق البرامج الانتخابية التي وعدوا بها الناخبين ولم يحققوا شيئا.
واخيرا، احب ان انبه الى انه مهما اشتد الصراع واشتدت الخلافات واحتدمت وجهات النظر بين أي طرف فلا يجوز الخروج عن التقاليد والعادات والاعراف واحترام اي مواطن مهما كان جنسه او مذهبه او قبيلته، فالكويت فوق كل شيء ولابد ان نضعها دائما في مكانتها المرموقة والعالية فهي فوق اي اعتبار.