من الممكن عندما يقرأ أحد هذا العنوان أن يقول لقد مللنا مثل هذه المقالات التي تطرح مشكلة البدون، ولكن مع كثرة الأحاديث والمقالات التي طرحت عن هذه المشكلة فهل تم إيجاد حلول لها؟
للأسف لا، لقد قتلت قضية البدون قتلة شنيعة ليس بها أي رحمة، فعندما رفضت اللجنة التشريعية بمجلس الأمة وبشكل تام منح فئة البدون الجنسية أو جوازات سفر قتلت أحلامهم وحقوقهم بدون أي رحمة.
أين الرحمة؟ أين الإنسانية؟ أين العدل في دولة الديموقراطية؟ دعوني أذكركم أيها القراء الأفاضل بالتناقض والاستخفاف بمشاعر هذه الفئة فقد أصبحوا مثل لعبة الشطرنج التي يتم التلاعب بها من كل اتجاه، فقبل يومين من هذا القرار الجائر نزل خبر بالصحف مفاده انه سيتم تجنيس نحو 2000 من فئة البدون في شهر ديسمبر المقبل، وبعد ذلك بيومين فاجأت اللجنة التشريعية بمجلس الأمة الجميع بعدم الموافقة على منحهم الجنسية وجوازات السفر.
ما سر هذا التناقض الغريب كل يوم بقرار جديد، أين التخطيط الصحيح في دولة لها وزاراتها ومؤسساتها ومجلس للنواب، لماذا إذن هذا التلاعب بمشاعرهم أليسوا بشرا من دم ولحم، وهل معنى انهم بدون انهم ليسوا بشرا وليست لهم مشاعر وأحاسيس؟!
لقد حرموا من أبسط الحقوق الإنسانية فقد حرموا من شهادات الميلاد واستخراج رخص للقيادة واستخراج جوازات سفر وحرموا من التعيين في الأعمال الحكومية، كما ان كثيرا من القطاعات الحكومية والخاصة استعانت بموظفين من دول أخرى ولم تستعن بهم، فلماذا يتم فعل ذلك مع أبناء فئة البدون مع انهم يمتلكون من القدرات والمواهب بل البعض منهم يحملون الشهادات العليا التي تؤهلهم لاعتلاء بعض الأعمال والمناصب؟
ولماذا تتكبد الدولة كل تلك التكاليف والمرتبات لقطاع كبير من الوافدين للقيام بأعمال مختلفة في قطاعات كثيرة في الدولة مع انها تملك من أبناء البدون من هم أحق بتلك الأعمال بما انهم تربوا على أرض الكويت وتربوا على عاداتها وتقاليدها، فقد خدموا الكويت بأرواحهم ودمائهم عندما حدث الاحتلال الغاشم فداء لهذا الوطن فقد تعذبوا واستشهدوا.
فهل تستكثرون على من يستحق منهم الجنسية الكويتية لما قدموه من تضحيات؟ وهل يعتبر جواز السفر «حراما» للذين يريدون السفر بهدف الحج والعمرة أو للعلاج و«حلالا» للممثلين والمطربين والراقصين والراقصات؟!
أتمنى أن تجد هذه القضية النور بأسرع وقت ممكن حتى تجد هذه الفئة بر الأمان والأمان في بلد الخير والمحبة والسلام.
[email protected]