في الأسبوع الماضي كنت في زيارة الى مملكة البحرين الشقيقة، وعلى الرغم من ضيق الوقت وقصر فترة الزيارة إلا انني استمتعت كثيرا بما رأيته في تلك الدولة الشقيقة، فعلى الرغم من صغر مساحة مملكة البحرين الا انني انبهرت بما شاهدته من قفزة عمرانية غير طبيعية وكذلك تطور البنية التحتية ونظافة الشوارع، فعندما تتجول في شوارعها تشعر كأنك في شوارع إحدى المدن الأوروبية لما لمسته من نظافة ونظام وحضارة تحسد عليها هذه المملكة.
وإذا قارنا مملكة البحرين بما كانت عليه في الثمانينيات فسنجد ان هناك تغيرا كبيرا جدا أصبح ملموسا في كل شيء، فنجد المباني العالية والمجمعات الرائعة الجمال والمباني الجميلة والشوارع النظيفة والفنادق الخمس نجوم التي اصبحت منتشرة في كل مكان بالبحرين نظرا لكثرة السائحين والزوار الذين يأتون اليها، وكل من يفد إلى البحرين في زيارة ليست الأولى له يلحظ هذا التطور الهائل فكل شيء في المملكة أصبح رائعا وجميلا، وعلى الرغم من هذا التطور العمراني الا ان مملكة البحرين مازالت تحتفظ بعبق الماضي وذكرى تاريخها القديم، فنجد الأصالة والتراث في بعض المناطق مثل منطقة المحرق فعندما تتجول في هذا المكان تشم رائحة الماضي بعظمته وتجد المباني والأحياء لها طابع تاريخي قديم ومميز يبهرك وتستمتع بما تراه.
وعندما انتهت الزيارة ورجعت الى بلدي الحبيبة وجدت ان هناك فارقا كبيرا بيننا وبينهم، فعلى الرغم من الفارق الكبير في الاقتصاد والامكانيات لكنني لم أجد مثل هذا التوسع العمران والاهتمام بالبنية التحتية مثلما وجدته في هذه المملكة الرائعة ولم اجد لدينا التراث الذي اندثر مع طغيان المدنية عندنا، لذا أتمنى ان نحذو حذو مملكة البحرين الشقيقة.
وإذا تساءلنا لماذا كل هذا التغير في مملكة البحرين في هذا الوقت القصير فسنجد ان الفضل الأول يرجع الى ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله، فمنذ توليه مقاليد الحكم في المملكة أصبح همه الشاغل هو خدمة وطنه وأبناء شعبه فهو انسان متواضع الى أقصى درجة، وقريب جدا من شعبه، اهتمامه الأول والأخير هو المواطن البحريني وكيف يطور مملكته ويرفع من شأنها ويعلو بها الى مصاف الدول المتقدمة، فقد حافظ بحنكته وذكائه وسياسته الحكيمة على الاستقرار الجماعي للبلاد ونجح في قيادة البحرين الى تحقيق نمو اقتصادي متصاعد ومستمر. وقد عمل على رفع مستوى الفئات محدودة الدخل وتعزيز دور الطبقة الوسطى في المملكة حيث تمكن من حل مشكلة البطالة التي اصبحت في أدنى مستوياتها بالمملكة.
كل هذا جعل من ملك البحرين ملكا محبوبا من أهله وشعبه وامتد هذا الحب ليشمل كل المواطنين في دول الخليج فهم يقدرون هذا الملك ويحترمونه ويحبونه فهو صاحب الابتسامة التي لا تفارق وجهه البشوش، فهذه الابتسامة لها سر كبير في إذابة أي مشكلة وأي فجوة بينه وبين الآخرين. وفي النهاية، أحب ان أتوجه بكل الشكر والتقدير والحب الى شعب البحرين المضياف الذي لمست فيه الكرم والجود والطيبة التي قلما نجدها هذه الأيام فهو شعب يعرف كيفية حسن معاملة الضيوف والزائرين لمملكتهم الجميلة.
[email protected]