في سبعينيات القرن الماضي اثار مذيع تلفزيوني مصري ضجة صحافية كبيرة وانتقده كثيرون لانه كان يتوجه الى مبنى التلفزيون في ماسبيرو بالقاهرة على دراجته، هذه الضجة التي اثيرت حول ركوب المذيع الشهير دراجة جعلت الناس تتساءل ما العيب في ان يخرج شاب ذكي عن المألوف طالما انه يؤدي عمله ولا يتسبب بفعله في ايذاء احد فهو لم يقدر في ذلك الوقت على شراء سيارة وجاءته فكرة الدراجة حتى ترحمه من زحمة المواصلات الموجودة بالقاهرة.
وقد جرت العادة في المدن الاوروبية الكبرى على تخصيص اسبوع من شهر مايو من كل عام للتوجه الى العمل بالدراجة وليس بالسيارة لتشجيع الناس على الخروج الى عملهم على الدراجات، واغلب المتطوعين هم من يستخدمون بالفعل الدراجات وهم يرون انها وسيلة ارخص واسرع وتعينك على الهروب من زحمة السير الخانقة.
البعض يرى انه يملك مساحة خاصة به وهو يقود دراجته ويشعر بحرية في الحركة وعندما تصل الى عملك تكون نشيطا لانك اديت بالفعل قسطا من الرياضة يعينك على اداء عملك على الوجه الامثل، ولم يعد ركوب الدراجات يقتصر على عطلة نهاية الاسبوع، بل ان نحو 16% من سكان المدن الاوروبية يستخدمون الدراجة الآن بالفعل كوسيلة مواصلات، والمثير حقا ان من يركبون الدراجات ليسوا فقط من الشباب في العشرينيات أو الثلاثينيات، بل منهم من هو في السبعينيات من عمره.
هذه دعوة أوجهها الى الموجودين على ارض كويتنا الحبيبة الى كل من يتأخرون يوميا عن اعمالهم الى كل من تصيبهم زحمة السير بالتوتر والعصبية الى كل من يقف في اشارة مرور ثلاث واربع مرات مما يرفع عنده ضغط الدم ان يستخدم الدراجة ولو ليوم بالاسبوع ويرى نتيجة هذا العمل فالزحام اصبح لا يطاق، فكل شوارع الكويت تقريبا مغلقة من كثرة السيارات لا تجد مخرجا وناهيك عن التلوث والحوادث بسبب الزحام.
على اي حال فركوب الدراجات ليس بالوسيلة الجديدة فقد انتشرت من قبل في الصين، فلماذا لا نفكر نحن ايضا في حملات توعية نحث فيها المواطنين على الابتعاد عن الزحام والتلوث والحوادث؟
[email protected]