لله الحكمة البالغة في أحكامه وتشريعاته، ومن يدقق النظر في مجمل التكاليف الشرعية التي كلف الله بها عباده يتبين له السر الكامن الذي قصده الشرع الحكيم من ذلك التشريع، فالحج ركن من أركان الإسلام وهو فرض على المستطيع، فالمسلم الذي يؤدي هذه الشعيرة يستشعر عظمة الله ـ عز وجل ـ الذي يعبد في كل مكان وبكل لسان، فما من حركة ولا سكون يصدر من الحاج إلا وفيه سر عظيم يدركه من أخلص النية لله تعالى، فالحج أعظم مؤتمر إسلامي يجتمع فيه المسلمون من شتى بقاع الأرض في صعيد واحد مهللين ومكبرين وملبين نداء رب العالمين يحدوهم الأمل ويحفهم الخوف والرجاء رافعين أكف الضراعة الى الله ـ عز وجل ـ راغبين في مغفرته ورضوانه.
فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز (والفجر وليال عشر)، فأقسم سبحانه تعالى بهذه الليالي المباركة وهي العشر الأولى من ذي الحجة لما لها من فضل عظيم وكبير ورضوان من الله على العالمين، وفي هذه الأيام يكون اليوم المبارك وهو يوم عرفة الذي لا يرد فيه الدعاء، فمن أكرمه الله وهداه الى الأعمال الصالحة والطيبة في هذه الأيام يكون من المحظوظين المكتوب له السعادة في الدنيا والآخرة.
والآن وقد استعد كل حاج لأداء هذه الفريضة نتمنى أن يدعو ضيوف الرحمن لنا ولكل المسلمين بالهداية والمغفرة والرحمة من رب العالمين وان يدعو لكل مسؤول وكل راع ان يراعي الله في عمله ووطنه وأن يعمل على مصلحة بلاده ويجعلها في المقام الأول وان يعم التعاون كل أرجاء وطننا الغالي وان يعم الصفاء والحب والمودة وتزول الكراهية والمصالح الشخصية وان يهتدي أصحاب النفوس الضعيفة للخير وحب الناس وحب الخير، فهذه الأيام من أحب الأيام عند الله ـ عز وجل ـ فهي أيام البر والإحسان والحب والود والتعاون والخير.
فلندعو الله جميعا بحج مبرور ومقبول بإذن الله تعالى وان يعزم الناس على فتح صفحة جديدة مليئة بالحب والود وحب الخير وحب الوطن واغتنام التقرب الى الله تعالى وان يتم علينا سبحانه وتعالى نعمة الصحة والعافية وان يحفظ الكويت وبلاد المسلمين من كل مكروه ومن كل شر.
[email protected]