الإنسان الذي يعيش تحت مظلة القانون حافظا لسانه وقلمه ويده من إلحاق الضرر بالآخرين والمساس بكرامتهم يكون بعيدا عن المساءلة القانونية ولن تطوله يد القضاء، أما من يشطح ويمس كرامة الآخرين في الندوات واللقاءات التلفزيونية أو من خلال المقالات الصحافية فعليه ان يتحمل وزر تصرفاته وعواقب ما جناه على نفسه، إذ أن الشكوى ستلاحقه ويد العدالة ستطوله لأنها ملاذ المظلومين ومصدر طمأنينتهم والكفيلة بتحقيق سيادة القانون لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة. والملاحظ ان قبول الأحكام الصادرة من محاكمنا يختلف من شخص لآخر، فمنهم من يتقبلها بابتسامة ليقوم بتسليم نفسه طواعية لصدور الحكم باسم صاحب السمو، كما تصرف أحد أفراد الأسرة الحاكمة عندما صدر حكم بحقه، ونجد النقيض تماما من اعتراض آخرين وتأففهم من حكم القضاء الصادر بحقهم، فمن يمعن النظر في ردة فعل الأول لا يسعه إلا ان يحترمه على ما فعله لأنه ترجم إيمانه بالعدالة الحقة وان ما أصابه بناء على خطأ من وجهة نظر المحكمة نال جزاءه عليه، أما تصرف الثاني فيبين منه مدى التمرد وضيق الصدر والرفض من خلال ما صدر عنه من أقوال وتصرفات لن ينال من ورائها شيئا فحكم القضاء ماض في تنفيذه ولن يوقفه مقالة أو اعتصام.
سائلين العلي القدير ان يهدينا سبل الرشاد ويجعلنا من عباده الصالحين الذين يتداركون أخطاءهم ويكفرون عنها لنلقى ربنا بوجه نيّر ويتقبلنا قبولا حسنا.
صندوق المعسرين
أكثر من عشرين ألف مواطن استفادوا من صندوق المعسرين الذي ساهم في حل مشكلة القروض التي ألمت بالبعض سواء من ناحية عدم تقديرهم واحتسابهم للأمور أو من ناحية الاستهتار الذي ابتلي البعض به، او من بعض النواب الذين أوقعوا المواطنين في المزيد من الأثقال ليدفعهم للاقتراض على أمل ان تسقط قروضهم، علما ان الحكومة منحت فرصة ينبغي ان تكون محل تقدير وعودة لترتيب الأمور المالية وعدم الوقوع مجددا في نصب وشرك الأزمات المالية، فسارعوا بحل مشاكلكم قبل فوات الأوان ولا تنتظروا من يوهم لكم بأحلام لن تتحقق.
فرصة
بدأت الدعايات الانتخابية من خلال الندوات التي وجدها بعض النواب الحاليين فرصة ليمنّوا أنفسهم بالبقاء لدورة أخرى وبين المرشحين السابقين الذين لم يحالفهم الحظ للوصول للكرسي الأخضر، وليس على المرشح سوى اتخاذ الوسائل الكفيلة بتمهيد الطريق وأهمها ان يكون صاحب حنجرة تنطلق منها سهام التهديد للحكومة ومن في صفها، وتكثر وعوده لناخبيه بالأمنيات والأحلام الوردية التي لم ولن يتحقق منها شيء، فرحمة بالكويت وشعبها أن تهدأوا قليلا وتجعلوا قيادة السفينة لربانها لتصل إلى بر الأمان.
تناقض
مشهدان متناقضان حصلا من نفس مجموعة النواب إياهم يجسدهما واقع الحال لدينا، الأول مشرق وإيجابي وإن كان القانون منعه، والثاني مظلم وسلبي تجاوز القيم والمبادئ التي استقاها الكويتيون من دينهم الحنيف وتعاليمه السمحة وتقاليدهم وأعرافهم، فالأول يرحب بالضيوف ويرفض طردهم، أما الثاني فينادي بطرد النواب الذين يخالفونه الرأي، عجبي.
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.