قال تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا)، صدق الله العظيم.
يمثل المال عصب الحياة ووسيلة لتأمين متطلبات الحياة وحفظ كرامة الإنسان، وهو رزق من أرزاق الله الذي فضل به بعضنا على بعض، كما ان للمال أثرا جليا في تقوية أواصر العلاقات الاجتماعية وزيادة الصلة، وذلك إذا ما أحسن استغلاله وتوظيفه بحيث يتحول الى مصدر لسعادة الإنسان، ونعمة إذا أحسن استغلالها.
ولا شك ان حب المال طبيعة في الإنسان وهو وسيلة وليس غاية يتصارع لأجله البعض ليتنازل عن مبادئه وتعاليم دينه لتحقيقه متناسيا سؤاله أمام ديان السماوات والأرض من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعندها يكون نقمة على صاحبه يقوده إلى الهلاك والخسران، فلم يعد لمخافة المولى في قلبه نصيب وإنما تراه يسعى إلى طلب المال بأي طريق وسبيل حتى لو اعتمد على الغش والخداع، فهنا نكون أيضا أمام نقمة المال الذي يؤدي الى الإسراف والترف الزائد عن الحد والضياع في ملذات الدنيا فتفسد الأخلاق وتنقطع العلاقات الأسرية ويسود التباغض.
كما ان الفساد يعم المجتمع حينما يتم استغلال المال في الرشوة لمخالفة القانون، فالكثير من المشاكل سببها المال، فكم من إخوان تفرقوا بسببه وكم من قضايا اكتظت بها المحاكم بسببه، وكم من بيوت هدمت بسببه، وكم من إنسان تحول الى مجرد آلة لجمعه وتكديسه ضاربا عرض الحائط بجميع القيم الدينية والأخلاقية ومهدرا سنوات عمره لأجله، وأصبح المال لديه زينة يتفاخر بها على غيره ولا يدري ان الفقير بعوزه يتقدم عليه في دخول الجنة لخفة حسابه.
فاحذروا فتنة المال ولا تلهثوا وراءه، ولنعلم جيدا انه وسيلة ورزق من الله يجب ان نحسن استغلاله فنعطي الفقير حقه منه، والأجير أجره، ونعزز من خلاله علاقاتنا الأخوية والإنسانية، ولنتق الله في أموالنا ونسأله حسن الرشاد والصلاح وأن يوزعنا لنشكر نعمه علينا ولا نكون عبيدا لأموالنا.
رحيل فارس
غيبت يد المنون رجلا من أعلام الكويت ترك بصمات خالدة ستظل شاهدا على مآثره الوطنية الصادقة، بغيابه سقطت حبة أخرى من سلسلة كبار رجالات الكويت، فتاريخه في الحياة والصحافة مثال يحتذى، لقد ترك فراغا في قلوب محبيه الذين يقفون صامتين مسلمين أمام مشيئة المولى العلي القدير، فهي سنة الحياة تحرمنا دوما من الأحبة ولا نقوى إلا على الترحم على فقيدنا الغالي، نعزي أنفسنا ونعزي عائلة المرحوم خالد يوسف المرزوق، ونسأل الله العظيم أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته إنه عزيز قدير و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
شهيد الواجب
ودعت الكويت شهيد الواجب عبدالرحمن العنزي، الذي بذل روحه لوطنه، مترجلا عن حياتنا الدنيا لاحقا بركب الشهداء، ليغدو رمزا من رموز التضحية الذين ضحوا بأعمارهم من أجل الكويت، ونحن نفتخر به وبأمثاله ممن وضعوا نصب أعينهم الدفاع عن أمن الوطن وبذل الغالي والنفيس من أجله، رحم الله الشهيد وتغمده بواسع رضوانه وجعله في المراتب العلى مع الأنبياء والشهداء والصديقين وألهم أهله الصبر والسلوان.
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.