ليس غريبا من مجموعة يزعجها تعديل الأحوال أن تلصق التهم والإشاعات بكل من يحاول الإصلاح حيث تتركز مصالحهم في وجود الفوضى التي تنعش آمالهم، لذا تبذل الجهود وتجند الأقلام نحو إساءة الأشخاص والتشهير بهم، فبين الفترة والأخرى ومن قبل عدة سنوات يتقول البعض عن رغبتي في السعي نحو الوزارة وإن كنت غير ملزم بهذا التوضيح الذي اتمنى ان يصل إليهم ويفهموه، فقد صرحت في مقابلات صحافية سابقة ومنذ ان كنت محافظا للأحمدي بالنفي وعدم دقة هذا الامر وكل من يعرفني من قريب او بعيد يعلم ان الرغبة في الوزارة ليست من اولوياتي ولا هي في تفكيري يوما من الايام لاسيما في ظل هذه الاجواء المحبطة التي نعاني منها من خلافات مفتعلة ومستمرة بين الحكومة والمجلس والتي تنعكس سلبا على الأداء الحكومي والنيابي، بحيث يبقى السعي نحو خدمة الوطن وشعبه من اي موقع كان، ومع ذلك يصر البعض على دخول النوايا ومعرفة خفايا القلوب والحديث بلسان الآخرين لتتناقلها الببغاوات دون التأكد من صحتها.
وأقول للجميع وأعلنها لأول مرة انه في عام 2002 تشرفت بلقاء احد الأقطاب ليعرض على إحدى وزارات السيادة ومحاولة اقناعي بقبولها إلا انني اعتذرت والشاهد على ذلك موجود على رأس عمله في احدى مؤسسات الدولة الأمنية، وليس اعلاني هذه الرواية إلا للتأكيد على رفضي القاطع ومنذ زمن على قبول الوزارة، مستعذبا قول الشاعر:
ونزهد في المناصب حيث كانت
وقد زحفت وترجو ان نلينا
يقول المدعون بكل كبر
وعن جهل بأنا طامعونا
لقد كنا ومازلنا بكفئ
وأقدر ما يظن الطاعنونا
فحينما يتم افتراء خبر تدحضه الحقيقة نربأ بأنفسنا عن الرد على من يستهويه ترويج الإشاعات والدخول في النوايا فيقتلهم غيظهم ويتمادون الى تجاوز الإشاعة نحو الإساءة كما هو الحال بالبعض من كتاب او نواب، إذ اتهمنا بعضهم خلال ندوة الفردوس في شهر 4/2010 ان لنا نصيبا من تجارة الاقامات، وتلك التهمة مرفوضة على من سعى وخاض فيها ممن لا يمتلك على شيء منها دليلا واحدا فهو يصرخ بان مزاعمه ذاتية مصدرها حقده ومكسبها الاصوات الانتخابية وإليه تؤول ويرفضها واقع الحال فلست محتاجا لهذه الأموال المشبوهة التي تأتي من تجارة البشر فالغني العزيز ـ سبحانه وتعالى ـ فاض عليّ من جزيل فضائله وأغناني بحلاله عن حرامه، وللعلم وليس للتشهير فالشخص الذي كان يعمل مديرا لشركتنا والتي اصبحت ملكا لغيرنا منذ 4 سنوات استغل ثقتنا العمياء به وأقدم على مثل هذا الخطأ الذي اخذ جزاءه بعد ان اتخذت بحقه الإجراءات القانونية حين معرفتنا بمخالفاته، وركزت في مقالات سابقة على رفع اللثام عن سوء هذه التجارة وضرورة محاربتها وقطع الطريق على من تسول له نفسه الترزق من ورائها على حساب انفس اتت الينا لتتعيش من خير هذه الارض الطيبة، وهذه الاشاعة التي حاول البعض لصقها بي لن تنال او تغير ممن يسعى الى طريق الاصلاح شيئا، لا، بل ستزيد من مدى صلابته في الوقوف ضد الخطأ ومحاربة مناصريه ومن تلوثت ايديهم به، ولتبق تلك الشبهات وصمة عار على مطلقها، وعزيمة واصرارا على متلقيها ليمضي في ركب الاصلاح ولله در من قال:
كناطح صخرة يوما ليوهنها
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ومن سخف القول ايضا وهي النقطة الاخيرة في هذا التوضيح تندر بعض السذج على احدى الأغاني التي كتبت للأطفال ووقوفهم عندها وهو ما يسمى بالإفلاس، وليتهم اهتموا بأكثر من خمسة عشر ألبوما شعريا غنائيا للشاهين شمل الجوانب الوطنية والعاطفية والرياضية، ولكن محدودية فكرهم وحرمانهم الطفولي على ما يبدو دفعهم الى تجنب ما يصلح لهم والتمسك بأغاني الاطفال التي ظنوا انها مخصصة لهم رغم كبر سنهم فاختلطت عليهم الامور وباتت مجالا للتندر ولكن على انفسهم، وياليت هؤلاء يقبلون إهدائي لهم تلك الاغاني ليسمعوها اطفالهم ويخبروني عن ردة فعلهم عليها، أما المحروم من الذرية وهي قدرة الله فليسمعها وحيدا وأنا متأكد من ان تكرارها لأكثر من مرة ليستحضر عذوبة الطفولة وبراءتها والتي كانت يوما مرحلة من مراحل حياته، والذي لا يفهم ويستوعب هذا التوضيح ويعاود الحديث عن هذا الموضوع نقول له: الله يعينك على نفسك ويعين اسرتك ومعارفك عليك.
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.