التدخل من قبل بعض النواب في سلطات صاحب السمو، والذي تمثل في طلب عدم تجديد الثقة بسمو الشيخ ناصر المحمد كرئيس للحكومة كان بداية غير موفقة ويستشف منه الرغبة في عودة الحال السيئة الى ما كانت عليه، فالنية على ما يبدو مبيتة مسبقا لخلق مناخ من عدم التعاون، فسمو الأمير، حفظه الله ورعاه، هو صاحب الاختيار والقرار ولا يحتاج الى من يقدم لسموه النصح في هذا الشأن، بل هذا يعتبر تجاوزا لحدود القانون واللياقة والأدب، هذا فضلا عن ان سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد يشهد له تاريخه بالقدرة على اداء مهامه بكل تفان وحس عال بالمسؤولية الوطنية، واداء واجباته على اكمل وجه، مبتغيا تحقيق المصلحة العليا للوطن والمواطن، وحديثي عن الشيخ ناصر المحمد ليس من باب المجاملة وصلة القرابة، بل من باب الأمانة والمعرفة بصدق نواياه وحسن تدبيره، فسموه مبعث فخر واعتزاز للجميع، ولن تؤثر هذه المعارضة على مسيرته في طريق الإصلاح والتعاون، متسلحا بإيمانه بالله ومن ثم بتقدير وعون وسند صاحب السمو وتثمين السادة النواب لجهوده باعتباره الرجل الإصلاحي الأول، وكذلك دعم ومحبة جميع الشعب الكويتي.
فيجب ان يحرص الجميع على عدم تكرار ما مرّ بنا من أزمات لأن الخاسر الأكبر سيكون هو الكويت وشعبها، فالشعب الكويتي غير مستعد أن تتوقف التنمية بسبب عدد محدود من المنتفعين.
لذا يجب على الروس ان تصحو لا تنام، والعصاعص تعود الى مكانها الطبيعي وتثبت، فلا مجال للوعيد والتهديد من الآن لسمو الرئيس، ولا يجب ان يصدق المثل الشعبي على واقعنا الحالي «الروس نامت والعصاعص قامت».
ولله در الشاعر حين قال:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا ســــراة إذا جــهـالهم ســــادوا
تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحت
فـــإن تـولـت فبالأشــرار تنـقـاد
- إلى من يشارك الشعب أفراحه وأتراحه وجميع مناسباته.
- إلى من يفتح قلبه لشعبه قبل مكتبه وديوانه.
- الى من يمارس حياته الطبيعية صباحا ومساء بلا حراسة.
- الى من يتواصل بزياراته للدواوين والمرضى بالمستشفيات.
- الى من يضرب بها أروع الأمثلة بين الأنظمة الحاكمة.
- إلى أهل الحلم والصبر والمسامحة والتواضع.
- الى من حكم أكثر من ثلاثمائة عام.
- الى التي لا تجد مثيلها في علاقتها مع شعبها بالعالم وبشهادة الجميع.
- الى أسرة الخير أسرة آل الصباح الكرام، سيروا وعين الله تحفظكم وترعاكم.
تعمدت أن أكتب هذه الفقرة متأخرا لبعض ما قاله المرشحون في ندواتهم ولقاءاتهم التلفزيونية لتذكير القارئ بأسلوب التخاطب البعيد عن الواقع وتأكدي من نسيان قائلها، لاسيما ان النسيان احدى مزايانا السيئة:
- أحد المرشحين قال: «حاكموني إن لم أفعل شيئا» والكل يعرف ان النائب لا يحاكم ولا يستطيع احد مساءلته.
- وآخر يقول وهو بين أنصاره ومؤيديه: «إذا تريدوني انسحب فأنا مستعد» وهو ضامن إجابة الحضور بالنفي ولو على سبيل المجاملة.
- وآخر يرفض ان يرضع من ديد الحكومة، ولولا هذا الديد لما كنت بيننا تشطح وتنطح.
- وآخر يقول يا إما نصنع التاريخ، أو نقول على الكويت السلام، بمعنى انه لا يتم صنع التاريخ الا بوجوده، والكويت ستكون بسلام بإذن الله من دونه.
- أما آخر فيزيد الحبة قليلا ويتهم أحد الشيوخ بتملكه بايب نفط ممتد لمنزله.
- وآخر يقول: «سأحقق ما عجز عنه الآخرون» وكأنه سيلتهم السبانخ، وأين أنت عنا طول هذه المدة؟
- أما آخرون فطوال مسيرتهم كانوا يرفضون المرأة رفضا قاطعا، وهاهم يتمنون رضاها ويخاطبونها في ندواتهم بأعذب وأحسن التعابير.
- وأحدهم يطالب برئيس حكومة كفؤ، ولو أرادوا مصلحة الكويت واستطاعوا فهم الشيخ ناصر وأعطوه الفرصة لعرفوا مدى كفاءته.
- وآخر كان الحلف الذي حلفه أكثر من استعراض برنامجه الانتخابي.
- وآخر مستعد للمحاسبة إن لم يف بوعوده، وكأن القرار وتنفيذه بيده.
- وآخرون يطلبون تغيير رئيس الوزراء بآخر شعبي، عندها أيقنت مدى قصر نظر هؤلاء.
- أما الأغلبية، فيتكرر القسم بلسانهم بين اللحظة والأخرى بسبب ودون سبب، وهذا ما يعيب المرشحين ويبعد التأكيد عن أفعالهم.
- وهناك من نذر وأقسم ووعد للعمل على تحقيق رغبة كل ما يطلبه المواطن دون النظر لمصلحة الوطن، ولا بارك الله فيمن يهتم بالمواطن ويهمل الوطن.
لقد حاولت جاهدا ان اهنئ الجميع فمنهم من وجدته ومنهم، وهم الأغلبية، لم يكن متواجدا لاختيارهم وقت الاستقبال بعد صلاة العشاء لتكون الساعة 8.30 وهي ذروة الازدحام فكيف يستطيع المهنئ ان يؤدي واجب التهاني في هذا الوقت وبمختلف المناطق، وكم تمنيت على الاخوة النواب التنسيق فيما بينهم باختيار الوقت المناسب لكل منهم لإعطاء فرصة للراغبين في المباركة لكي يكون لديهم المتسع من الوقت والراحة في آن واحد.
وعلى كل أجمل التهاني والتبريكات لجميع الاخوة الناجحين، متمنيا عليهم أن يجعلوا جل اهتمامهم وتفكيرهم مصلحة الوطن.
بعض التصريحات من المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ تدعو للضحك والاستغراب في آن واحد، فمنهم يطعن بالنتيجة رغم ان ترتيبه يتعدى العشرين في كشف النتائج، وآخر يقول ان الاسم المشابه لاسمه هو سبب ابعاده وهو لم يكن في حسبة النجاح اصلا، وآخر يطعن كما طعن الآخرون ولم يعرف اسباب الطعن، وآخر غير دائرته لعدم منافسة كبير العائلة، كما يدعي ولا مجال للمنافسة للفرق الشاسع بين الاثنين، وآخر سيأخذ مقاولة اعادة بناء الدواوين بعد ان تمت ازالتها.
وكنت اتمنى من الاخوة الكرام ان يكرمونا بسكوتهم بدلا من تلك التصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع والتي وإن دلت فإنما تدل على مدى سطحية قائلها، ولا حول ولا قوة إلا بالله، رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.