نظام الكفالة وما يسببه من مشاكل بين الكفيل والمكفول غدا ظاهرة تستحق الوقوف عندها، فاستمرار تلك السلبية في مجتمعنا يؤدي الى خلافات بين الاهل والاصدقاء لا تنتهي إلا في ساحات القضاء، فحينما يتوقف المضمون عن السداد، يتأثر الضامن سلبا، الامر الذي يدفعه في كثير من الاحيان الى الاقتراض ليتسنى له سداد الاقساط المتراكمة، علاوة على الاحراج الذي يقع فيه امام زملائه وجيرانه جراء بلاغات الاستدعاء للحضور الى المحاكم، واحيانا اذا لم تسعفه مقدرته المالية على السداد يكون جزاؤه السجن نظير شهامته، في حين نرى المضمون في حل من التزامه وغير مبال بضرورة الالتزام بالوفاء بعقده طارحا قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) وهذا يتضمن الايفاء بكل معاملة وعقد وكذلك قوله تعالى: (وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا) وهذا مطلق يشمل كل عقد ومن ضمنها عقد الكفالة.
فالكفيل حينما وافق على كفالة غيره كان ذلك نوعا من الاحسان وتيسير الامر، لاسيما أن من المتعارف عليه ان الكفالة تعتبر من عقود الارفاق والاحسان وقد دل على ذلك القرآن الكريم بقوله تعالى: (ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم) وكذلك السنة الشريفة بقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ): «الزعيم غارم» او كما نقول «الكفيل غرام»، والاجماع قائم على ذلك، فمن المفروض ان يقابل الاحسان بالاحسان ولكن عدم مصداقية المضمون وتنصله من تعهده والتزامه بالتسديد خلق نوعا من عدم الثقة بين الناس فأصبحت الكفالة تشكل مخاطرة وغدا الضامن رهينة بيد المضمون مادامت المديونية موجودة وتستمر هذه السلبية في التعامل، فأصبح من الطبيعي ان يفكر الانسان كثيرا قبل ان يقدم على كفالة غيره ايا كانت صلته به لأن الكفالة بواقعها الحالي الذي نسمعه ونراه خاصة حينما يكون المضمون لا ذمة له ولا ضمير تشكل مأساة يتحمل تبعتها الضامن وتثقل حياته، ليت كل انسان يضع مخافة الله امامه ويراعي ضميره، ويحسن لمن احسن اليه ويثمن دوره ويفي بوعده تجاهه لا ان يتهرب ويجعل الضامن يلعن اليوم الذي قام فيه بهذا العمل النبيل، الامر الذي يؤدي الى فقدان الثقة في المجتمع ويصدق فينا قوله المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام: «سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الامين».
وواقع الحال في الضرر الذي يلحق الكفيل نجد نظيره لدى الدائن، فما يعانيه الاخير جراء مماطلة المدين في السداد من ضرر بالغ يؤثر على مركزه المالي ويوقعه في مشاكل كان في غنى عنها لو لم يقم بإقراض المدين الذي لبس حال طلبه لباس المسكنة والتودد وشكوى ظروفه السيئة التي يعاني منها، ناهيك عن تعهده وحلفه بالالتزام بالسداد في الوقت المحدد، فما كان من الدائن ازاء هذا الوضع الا ان يقوم بتفريج كربه عملا بحديث المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ): «من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»، وكان من المفترض ان يكون جزاء هذا الاحسان احسانا، الا ان المدين يأخذ من المماطلة والتسويف والتهرب شعارا له، ولقد وصف النبي عليه افضل الصلاة والسلام المماطلة في سداد الديون بالظلم خاصة اذا كان المدين في وسعه السداد بقوله: «مطل الغني ظلم»، فالمدين المماطل يستحق للعقوبة جراء حبسه لأموال الدائن بعد حلول الاجل المتفق عليه وتفويت الفرصة عليه لاستثمار امواله والاستفادة منها زمن التأخير وحرمان الدائن من منافع المال من ربح متوقع نتيجة لمماطلة المدين، الامر الذي يستحق معه الاخير الجزاء وإلزامه بتعويض الدائن ورده عن ظلمه.
نسأل المولى العلي القدير ان يلهمنا الصدق في اقوالنا وافعالنا ويعيننا على الوفاء بالتزاماتنا انه على كل شيء قدير.
«من الكويت نبدأ... وإلى الكويت ننتهي» كلمة الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد رحمه الله رحمة واسعة هي الشعار للحملة الاعلامية الذي اتخذته شركة v.i.p group وهي رسالة موجهة للأبناء لتعزيز معاني الوطنية والولاء والوفاء للكويت الحبيبة ورجالها الاخيار الذين تركوا بصماتهم واعمالهم الخالدة فكل الشكر والتقدير للقائمين على هذه الحملة وعلى رأسهم الاستاذ يوسف الياسين ولكل من ساهم فيها من بعيد أو قريب.
متمنين لهم التوفيق والنجاح لمواصلة هذا النشاط السنوي.
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.