المؤتمر الذي انعقد بالكويت تحت اسم «برلمانيون ضد الفساد» وما يحمل من دلالات ومعان واضحة، يعطينا الامل والانتباه من نواب اي مجلس كان ان يركزوا على مسمى المؤتمر، وان يتدبروا معناه، وينفذوا ما جاء فيه حتى يكون اسما على مسمى، لعله يكون الخطوة الاولى من خطوات الالف ميل نحو اصلاح وعلاج اي وطن مكلوم يشكو بثه وحزنه من عقوق ابنائه.
لو افترضنا احقية الوزير في مساءلة النائب، وتم طرح الاسئلة التالية عليه، فكيف ستكون افادته؟ وهل سيجيب عنها بكل صراحة؟
ـ كم عدد من تم توظيفهم من خلالك دون استكمال الشروط الوظيفية؟
ـ كم عدد الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم وهم في منازلهم؟
ـ كم رخصة تجارية استخرجتها خلال وجودك بالمجلس؟
ـ كم متهما دافعت عنه وتم اسقاط التهم عنه؟
ـ كم عدد السكرتارية مع ذكر اسمائهم وبيان صلة القربى بينكم؟
ـ كم عدد مرات حضورك اللجان التي أنت احد اعضائها وعدد مرات غيابك عنها؟
ـ كم كان رصيدك المالي قبل دخولك المجلس وكم اصبح بعد مرور سنتين فقط؟
فلو حصلنا على الاجابة الحقيقية وجمعنا الاعداد والارقام لجميع النواب لعرفت عزيزي الناخب مدى سوء اختيارك.
تتابعا لما يجسده واقع الحال من اهمال نراه في مدينة او منطقة الزور التي يجب ان يتحول اسمها الى خرابة الزور، فمن يتجول بها، لن يصدق انه في الكويت، ويا حبذا لو قامت الجهات المعنية بزيارة سريعة لمشاهدة ما يزعج اعينهم عل هذه الزيارة تكون دافعا لهم لاتخاذ القرار السريع بنسف هذه الخرابة واعادة بنائها، حتى يتسنى لنا ان نطلق عليها مدينة او منطقة الزور بدلا من خرابة، ولحين ان تتجسد هذه الامنية نأمل ان يتم الايعاز بازالة الاعلان الدال على هذه المنطقة لابعاد مرتادي هذا الطريق تحاشيا لزيارتها واكتشاف اول عيوبنا وليس آخرها.
كم نحن بحاجة الى فزعة وطنية لتنظيف الكويت يشارك فيها كل من الحكومة وشرفاء هذا الوطن الحبيب بكل اطيافه ومشاربه، للقضاء على جميع الظواهر السلبية التي دمرت بلدنا الغالي، فزعة تسعى لتحويل القيم واسس العمل الاخلاقية الى منهج حياة، فزعة اصلاحية تتناول جميع المجالات من عمالة هامشية الى حيوانات ضالة الى سيارات وطرادات مهملة متناثرة بالمناطق والشوارع.
كم احلم وآمل بتلك الفزعة الوطنية التي لا تستثني شيئا ولا يقف في طريقها عائق، فزعة تكافح الفساد والمفسدين وتجار السموم والواسطة والمحسوبية والسرقات والجرائم الى ما لا نهاية من سلبيات يرزح تحت كاهلها مجتمعنا لتنقشع عن وطننا تلك الآفات اللعينة، سائلين العلي القدير ان يحفظ وطننا ومواطنينا وكل الشرفاء من كل سوء اللهم آمين.
من يمعن النظر في واقع ما يجري بساحتنا المحلية تصيبه الحيرة والاحباط من هذه السلوكيات والاستعراضات السلبية المضحكة المبكية في آن واحد، فهل من المعقول ان تثار كل هذه الزوابع وتشحذ الاقلام وتستنفر الصحف المحلية والمحطات الفضائية لاجل موقف شخص سيحدد القضاء جزاءه؟ لماذا لا يتم التركيز على تنمية الوطن وبنائه وتفعيل مشاريعنا المعلقة وايجاد الحلول للأزمة المالية وغيرها من الازمات التي تعصف باقتصاديات وطن بأكمله، ان ديننا الاسلامي الحنيف وشريعتنا القويمة حرصت كل الحرص على مراعاة مصالح الوطن ودرء الاخطار عنه وتعزيز اركانه، فكان دين دنيا وآخرة، هل من تعاليم ديننا ان نعطل مصالح وطن لاجل شخص، وعندما يتم دفع الضرر بضرر اكبر يدل على قصورنا وصغر عقولنا، فانتبهوا لما تحمله الايام.
لاهالي جزيرة فيلكا القدامى مطالب، ومنها ضرورة اعادة النظر في تثمين بيوتهم لأن الفارق كبير بينهم وبين تثمين بيوت داخل المدينة، فلم يعد مبلغ التثمين يتناسب ويتواءم مع شراء قسائم سكنية داخل الكويت، الامر الذي حدا بهم الى الاقتراض من البنوك والذين لا يزالون يسددون ديونهم بسبب هذا الاقتراض ليتسنى لهم تأمين سكن مناسب لاسرهم، وكذلك الحال مع اصحاب الاراضي الزراعية، الامر الذي نرفعه للمعنيين بالحكومة لدراسة الموضوع وانصاف اهالي الجزيرة بأثر رجعي.
اما عن الجزيرة والتي نسمع عن تطويرها واقامة العديد من المشاريع فيها، فتمر السنون وهي مازالت خالية من السكان والمشاريع، ولقد حان الوقت للاسراع في تطويرها، فالاهتمام بجزرنا ضرورة حتمية ذات بعد وطني، ناهيك عن ان الكويت تمتلك مقومات مادية تستطيع من خلالها تحويل تلك الجزر الى افضل الاماكن السياحية وننادي بضرورة البدء الفوري في طرح المشاريع لتطوير جزرنا المهملة وجعلها واحة تتضمن جميع المنشآت الترفيهية وغيرها من الانشطة التي تتواكب مع كويت المستقبل وإحداث نقلة نوعية وسياحية في الكويت بما يغني العديد من الاسر والشباب عن السفر للخارج، نأسف حينما نرى دول الخليج تقوم بردم البحر لانشاء جزر صناعية داخل مياه الخليج، في حين حبانا المولى عز وجل بجزر طبيعية ولا نحسن استغلالها.
نأمل ان تكون هذه الاسطر حافزا للمعنيين وتذكيرا بأهمية جزيرة فيلكا وباقي الجزر الكويتية، علّنا نسمع ونرى تحركا جادا نحو التطوير واتخاذ خطوات عملية نحو الانجاز على ارض الواقع.
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا