نبارك ثقة حضرة صاحب السمو الغالية التي اولاها للشيخ ناصر المحمد اذ نهنئ انفسنا بعودة سموه لموقعه الاصلي، سائلين المولى ان يعينه على تحمل هذه الامانة الملقاة على عاتقه وان يسدد على دروب الخير خطاه لخدمة ورفعة شأن ديرتنا الغالية، متمنين له التوفيق في مهامه.
الآراء المنشورة في الصحافة والرأي المنطقي تعليقا عليها:
-
يقول احد معارضي الحل غير الدستوري ان هذا النوع من الحل يعيدنا الى الصفر، وهل صاحب هذا الرأي لا يعلم أننا الآن تحت الصفر؟!
-
ويقول آخر ان الدستور سقف بيتنا، ونحن نريد ان يكون الدستور سقفا للكويت وليس لبيتك فقط.
-
ويقول غيره ان الحل غير الدستوري يعرضنا لجميع الاحتمالات، وهل هناك احتمالات لم نتعرض لها، عدا الانقلاب لا سمح الله.
-
وآخر يقول اتقوا الله في وطنكم، والكثير سمع نصيحتك وطالب بالحل غير الدستوري لاجل الوطن.
-
اما بعض السادة النواب ورفضهم للحل غير الدستوري، فهذه هي الرغبة الطبيعية لأناس «ماكلينها طايرة وموقعة».
-
اما الفئة الاخيرة فشعارها «خالف تعرف» فإذا قالت الحكومة «يمين» سارعوا للقول «شمال» واذا قالت «فوق» اردفوها بـ «تحت»، هدفهم فقط المخالفة والعناد والتحدي، علما أنهم لا يخسرون بالحل غير الدستوري ولا يربحون بالحل الدستوري.
اما كاتب هذه الاسطر، فأمنيته ان تستقر الكويت بالمجلس او دونه، بالحكومة او دونها، علما أنه لا وطن بلا حكومة ولكن يمكن ان يكون وطن بلا مجلس، وان يؤلف الله بين قلوب الكويتيين جميعا وان يعملوا ما هو لصالح الوطن وان يتم تحكيم لغة المنطق والعقل بين السلطتين لخلق مناخ من التجانس والحوار المثمر الذي يسهم في دفع عملية التنمية الاقتصادية وتفعيل المشاريع المصابة بالسبات الابدي وتحريك عجلة الاستثمار، وان نتجنب التأزيم المفتعل، فالمطلوب من الجميع التكاتف واحترام القانون والبعد عن المهاترات واتباع منهجية وآداب الحوار، فالديموقراطية الحقة من مبادئها ان حرية الشخص تنتهي حينما يبدأ بازعاج الآخرين، فلا نريد منكم لو سمحتم ازعاج الشعب الكويتي، ونشدد على ضرورة التركيز على كل ما من شأنه ان يعود بالفائدة للوطن والمواطن، راجين وسائلين المولى العلي القدير ان يحفظ الديرة ويكفيها شر بعض ابنائها.
في هذه الايام المباركة قوافل الحجيج تنطلق لاداء ركن من اركان الاسلام فلزاما على كل مسلم وهو يؤدي هذا المنسك ان يستشعر عظمة الله والحكمة من هذه الشعيرة التي قصدها المولى من مناسك قولية وفعلية، كلها مقاصد، فحينها سيجد نفسه في كوكبة من العبادات المتتابعة وكلها تعبد وتعظيم لبارئنا الواحد الاحد، فالحج أعظم مجمع إسلامي في شتى بقاع البسيطة، وللحج أسرار كثيرة فهو سبب لدخول الجنة، قال عليه افضل الصلاة والسلام: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»، وفي الحج منافع للناس بقوله تعالى: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم»، وهذه المنافع تشمل الدنيا والآخرة، علاوة على أن الحج يمثل الرابطة الاخوية وهي من اقوى روابط الاسلام، لما يحققه من تآلف ومحبة بين المسلمين على اختلاف جنسياتهم وأقطارهم، وتتجلى من خلاله المعاني السامية للاسلام في مناخ مشبع بالايمان والعدل والمساواة والتقرب إلى الله، وتعظيم شعائره التي هي دلالة على تقوى القلوب ناهيك عن ذكر الله:(فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام) وفي الحج اقتداء ونهج لسنة المصطفى ژ بقوله: «خذوا عني مناسككم»، وكفى بالمسلمين ما في الحج من تكفير للذنوب والمعاصي، وبالمقابل يجب ألا نستهين بأن مسؤولية المسلم بعد أداء هذه الفريضة اصبحت مضاعفة أمام المولى عز وجل، لذلك علينا ان نعي آثار هذا المنسك ونجاهد ونستمر ونواصل العمل على طاعة الله ورضائه وأن نستجيب لندائه في سائر الأيام وإن نستقيم على العبادة في كل زمان ومكان، ولا يأخذنا الكسل والسهو، فما منحته هذه الفريضة لنفس كل انسان مؤمن من دروس وعبر يجب ان تبقى آثارها في قلوبنا إلى يوم لقاء الخالق جل شأنه.
ونسأل الله أن يلهمنا طاعته وهنيئا للحجاج قيامهم بهذا المنسك وهذه العبادة التي هي تلبية لنداء العلي القدير، سائلا الله ان يجعل حجكم حجا مبرورا وسعيكم مشكورا وذنبكم مغفورا.
رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا