كثيرا ما تجتمع فيما يسمى بساحة الإرادة مجموعة من المعارضين لقرارات الحكومة أو من المطالبين بطلبات تشعبوية من الاستحالة الموافقة عليها، ويساندهم في ذلك بعض الاخوة نواب المجلس لتسجيل موقف مناصر لدغدغة مشاعرهم وكسب ودهم لتتم الموافقة الحكومية في بعض الأحيان على تلك الرغبات، ويتم تسجيل هذا الانجاز للسادة النواب، لذا على الحكومة مستقبلا التريث والتأني بدراسة أي موضوع أو مشروع من جميع جوانبه، قبل إقراره واستصدار المراسيم الأميرية فيه ليكون الرأي والقرار نهائيا لا رجعة فيه سواء تجمهروا في ساحة الإرادة أو بساحة العلم أو بساحة الحمام، لأنها بتراجعها أو تأجيلها أو إلغائها لقراراتها بعد استجابتها لرغبات السادة الأفاضل تضعف من قوتها وتعطي الفرصة لنصرة النواب عليها ليتم تكرار الضغط عليها كلما أرادوا ذلك.
ولا يمكن للمواطن ان يشعر بوجود حكومته ليستمد قوته منها الا من خلال فرض هيبتها بتطبيق قوانينها وعدم تنازلها عن اختصاصاتها للغير بأي شكل من الأشكال، وحتى يعرف الاخوة المحترمون حدودهم ويقفوا عندها كما حددها الدستور.
حديقة الشويخ
حديقة الشويخ التي استقطبت المواطنين والوافدين لها، والممتدة حدودها بين وزارة النفط مقابل قصر سمو الرئيس الى ما قبل قصر السيف العامر أضحت من الأماكن المرغوبة والمزدحمة بروادها، خصوصا في الاجازات والعطل الرسمية التي تتجمع فيها الأسر وأطفالها يلعبون ويمرحون أمامها، هناك من يمارس رياضة المشي ومن يهوى كرة السلة وغيرها من الألعاب، وهناك من يقوم بتجهيز العشاء والفرحة بعيونهم شاعرين بالأمن والأمان، الا ان ما ينقص هذا المكان الجميل هو المتابعة والإشراف من الاجهزة الحكومية كالأشغال لترميم الحواجز الاسمنتية التي تآكلت بتأثير عوامل الطبيعة عليها، وهيئة الزراعة لتقليم الأشجار وتهذيبها واستبدال الميت منها، وترقيع بعض المسطحات الخضراء والكهرباء لإنارة الممرات المظلمة، اما البلدية فهي للنظافة وتركيب شباك ملاعب كرة الطائرة المتقطعة للحفاظ على المكان وتجديده لا ان يستمر اهماله ليزداد دماره، أتمنى من تلك الجهات الاسراع في عمل اللازم لهذه الحديقة لأهميتها لمرتاديها ولإبعاد الشك عن المسؤولين باختلاف مناصبهم بأنهم السبب في ارتكاب جريمة بحق وطنهم لإهمالهم كل ما هو تحت مسؤوليتهم سواء في هذا المكان أو بغيره.
القيل والقال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ان الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم ان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال».
وتتعدى أسباب هذا العمل الشائن المتمثل في القيل والقال، فأحيانا يعتبر شعورا بالنقص ممن لا يريد ان يشعر بكماله إلا من خلال إلصاق العيوب والنواقص بالآخرين، لاسيما الناجحين منهم، ليرضي نفسه وهو على يقين من انعدام مصداقيته، وهذه الخصلة السيئة تحط من انسانية الإنسان وقيمها النبيلة.
و«القيل والقال» يدخل في محتواه ومعناه إشاعة التنامم والتفاتن والتحاسد والتحاقد بين البشر وإلغاء الآخر ومراقبته والتربص به والتسلق على حسابه وتهويل صغائر أموره، وهذه الآفة الخطيرة تعتبر من كبائر الذنوب التي نهى المولى عنها، لما لها من آثار سلبية على الحياة بأجمعها فهي تنشر البغضاء والحقد بين الناس وتسبب القطيعة وخراب البيوت والعداوات بين المعارف والأصدقاء، قال تعالى في محكم تنزيله (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم)، ونهى أيضا عن تصديق قول الفاسق حيث قال سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
وللأسف الصفات المشينة وما أكثر المتخصصين بها في مجتمعنا تنتشر بسرعة اذا لم تتم معالجتها والتصدي لها لإيقاف زحفها، والإنسان الواعي العاقل لا يعتمد على القيل والقال وما سمعه من فلان وعلان من البشر ليحكم على الأمور وينساق لما تم نقله من أخبار لا حقيقة لها، بل يعمل عقله ويتدبر أمره بحكمة، مبتغيا العدل والصلاح، سائلا العلي القدير ان يهديه الى مكارم الأخلاق ويبعده عن كل سوء.