تهنئة من القلب للثقة المطلقة التي أوليتموها من أبناء الشعب الكويتي قاطبة ممثلة في الغالبية العظمى من ممثليه بمجلس الأمة والتي هي امتداد للثقة الغالية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بشخصكم، حينما كلفتم بتشكيل الوزارة فهنيئا لكم على تلك المكانة السامية التي تربعتم عليها بقلوب أبناء الكويت عامة والتي تعبر بكل صدق وأمانة عن أن سموكم من أبناء الكويت البررة الذين وضعوا هذا الوطن ومصلحته نصب أعينهم لم يخافوا في الله لومة لائم، أخلصتم بالوفاء والولاء وبكثير من الجهد والعطاء وبمواقفكم الجريئة الصلبة ودفاعكم العقلاني والمنطقي لإحقاق الحق، بوركتم وبوركت خطاكم على طريق الحق والصواب، قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا، فهنيئا للكويت بكم وبجميع رجالها المخلصين وممن نالوا ثقتكم الغالية والتي أثبتت الأيام أنهم أهل لهذه الثقة وبجدارة لتصديهم بكل حزم وثبات لتلك الافتراءات وليقطعوا دابر الشك باليقين بأنهم مخلصون وأوفياء لهذا الوطن وحريصون كل الحرص على مصلحته وليسوا ممن يتاجرون بالوطن من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية والتهنئة بمثلها إلى وزير الداخلية الأخ الشيخ جابر الخالد على الثقة الغالية به وبشخصه الكريم من أبناء هذا البلد.
الإحباط والحياة
كثيرة هي مشاكل الحياة التي تصادف المرء وتقف حجر عثرة بينه وبين ما يسعى إليه من أهداف يتمنى تحقيقها، وهذه المشاكل والعقبات قد تشتد وتتعاظم الى ان تصيب الإنسان بحالة من الإحباط واليأس تجعله يستسلم لهذه المعوقات ويظن أنه لا سبيل للخروج منها، والإنسان الواعي يعلم انه اذا أراد التغيير وتطوير نفسه وتحقيق أهدافه فإنه حتما سيواجه معوقات ويدخل في تحد مع النفس، فأساس التغيير هو التغيير الداخلي، فالاهتمام يكون بالداخل سواء كان فردا أو أمة، وهذا السبيل يمثل ضرورة حتمية لمن يرغب في التغلب على إخفاقاته ويتخلص من الإحباط وذلك بالتوجه الى النفس بإصلاحها وتقويمها قال تعالى (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم) فمن أراد ان يرتقي ويقوى على الخروج من الصعاب ليعلم ان الأمر ليس سهلا وخاليا من الأكدار، ومن أراد التغيير نحو الأفضل دون ان يعي وجود تلك المنغصات فهو لم يعرف حقيقة الحياة وطبيعة الارتقاء، والمعاناة وإن كانت ملازمة للتغيير فإن الأمر السلبي المصاحب للتغيير هو الإحباط الذي يصيب الإنسان، والحقيقة ان الإنسان قد يجعل من الإحباط قوة ودافعا نحو تحقيق أهدافه وبإمكانه حينها ان يحول الإحباط إلى أمر إيجابي، ويكون قادرا على حل مشاكله وتجاوز الوضع بطريقة سهلة ومرنة، فبداية يجب ان ننظر إلى المشكلة بشكل كامل ونقضي وقتا كافيا لإعادة تقويم الهدف الأساسي ونتأكد هل نحن نسير في الاتجاه الصحيح وبهذه الوقفة التأملية مع الذات تتكشف لنا حقائق الأمور ونعطي فرصة عظيمة للذهن ليختار الأفضل من بين الحلول والخيارات الممكنة ومن ثم نبتعد عن تضخيم الحدث وإعطائه أكثر مما يستحق من الوقت والجهد ما قد يسبب ضغطا نفسيا يحول بين المرء وإدراك الحل المناسب فبإعطاء النفس فرصة للتفكير السليم والراحة يتجلى لنا الحل السليم.
فنظرتنا إلى الإحباطات التي تواجهنا إذا ما أخذت على شكل إيجابي تكون فرصة وخبرة نكتسبها فحينها سنواصل السير في طريق الحياة بكل حماسة ونتغلب على كل العقبات التي أمامنا، فمع الفشل والاخفاقات نكتسب في الجانب الآخر الخبرات والمعلومات، فكل ما نحتاجه فقط هو ان نعي ونعرف كيف نتعامل مع الإحباط ونرى الفرصة في كل عقبة لا ان نرى العقبة في كل فرصة، فلننظر إلى عملنا بدقة سنجد إيجابية ونجاحا في جانب منه وعندما نطور من هذا النجاح حينها سنتغلب على المشكلة، فالإنسان اذا كان في وضع سيئ عليه ان يغير من هذا الوضع ولا يسمح للإحباط ان يتملكه.
وللتغلب على هذا الشعور بالإحباط الذي قد يؤدي الى الاكتئاب إضافة الى ما سلف من القول ننصح بأن ندرب النفس على استيعاب المشاكل اليومية واستحضار تجارب الآخرين المشابهة التي مرت بهم، وكيفية تغلبهم عليها ونعزز من الثقة والقدرة على تخطي الأزمات، مع العمل على تبسيط الضغوط النفسية والثقة بأنه ما من مشكلة إلا ولها حل، وكذلك يجب على الإنسان ان يترك التفكير في مشاكله قليلا ويحاول اسعاد الآخرين ليجد سعادته الغائبة تتغلب على الإحباط الذي بداخله.
وأخيرا لابد من العلم أن بقاء الحال من المحال، فما نعيشه اليوم من إحباط لن يدوم، وكلما ازدادت الأزمات قرب الفرج. قال تعالى في كتابه الكريم (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجّي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) صدق الله العظيم. فالتسلح بالإيمان والثقة بالله سلاح فعال لتخطي عقبات الحياة.
نسأل الله ان يعيننا على تخطي عقباتنا ومعوقاتنا وان نلحق جميعا بركب السعادة ونكون أصحاب قلوب مؤمنة واعية مستنيرة انه سميع مجيب الدعاء.