قال تعالى في كتابه الحكيم:
(قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) صدق الله العظيم.
وقال الشاعر:
ولا تدري الضوارب بالحصا
ولا زاجرات الطير ما الله صانع
من الملاحظ ان الكثير من افراد المجتمع، وفي معظم الدول تؤمن بتلك الخزعبلات التي يعلنها المشعوذون والدجالون كتوقعات وقراءة الكف والفنجان والطالع مع بداية كل سنة جديدة، فنجد ان الكثير منهم يلهث وراء كشف الغيب ومعرفة ما يخبئه المستقبل من أفراح وأتراح.
وأمر كهذا صعب الأخذ به مادام الإنسان على يقين وإيمان بأن الغيب لا يعلمه الا الله سبحانه.
ولكشف حقيقة هؤلاء وبعيدا عن إيماني بهم وتصديقي لهم رصدت بعضا من توقعاتهم وفراستهم كما أسموها من بعض الصحف في سنة 2005 لإثبات عكس ما توقعوه للقارئ الذي يتمتع بصفة النسيان ولتذكيره وإبعاده عن متابعة مثل تلك الخزعبلات، نؤكد له ان ما تم ذكره في تلك السنة على سبيل المثال ان السيد محمد البرادعي لن يكون في موقعه ونحن الآن في سنة 2010 ولازال الرجل يشغل منصبه، وفي سنة 2006 ذكرت وفاة اكثر من رئيس وزعيم لدول عربية وأجنبية بينهم الرئيس جورج بوش الأب، وفنانات عربيات وحصول انقلاب في مصر، والأمثلة على ذلك كثيرة ولا يسعفنا المجال لسردها، متمنين العمر الطويل للجميع والاستقرار للدول العربية والإسلامية.
والعقل ينادي بالإعراض عن مثل أولئك الذين يدعون علم الغيب تحت أسماء مستعارة فمنهم من يدعي الإلهام وآخرون الفراسة وغيرهم حسبة الأرقام بغية ليّ الكلمات وتحويرها، وبالأخير كل ذلك يعتبر ضربا من ضروب الغيب الذي استأثر عالم الغيب والشهادة بملكوته، وهم يحادون الله في هذه المسألة ويتجاوزون حدودهم كبشر، فحتى الأنبياء والرسل لم يطلعوا على الغيب، قال تعالى في كتابه الكريم: على لسان خاتم رسله (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) صدق الله العظيم.
ولعل ضعف الإيمان وعدم التسليم بقضاء الله وقدره والأخذ بالأسباب واتخاذ القرار بعد دراسة وتأن يعتبر من عوامل اللجوء إلى أولئك العرافين.
نسأل الله الهداية وصفاء السريرة والإيمان المطلق واليقين الكامل بأن الغيب من علم الله وحده منفردا، وكذب المنجمون ولو صدقوا.
الرأي الحر
من السهل على النائب أو الكاتب ان يعمل على ارضاء المواطن متجنبا ما يغضبه أو يضره، وطرح ما يفيده وما ينفعه ليتلقى الشكر والإطراء.
وإذا ما سلك احدهم هذا المسلك فسيكون بلا مبدأ لأنه اختار ما يفرح الآخرين وليس ما يرضي به نفسه، اي انه يخشى لوم الناس ولا يخشى محاسبة ضميره، والمطلوب منه ألا ينظر إلى رأي المواطن وأن يواجهه وفق معتقداته وقناعته ومبادئه لأي موضوع يطرأ على الساحة أو في مجلس الأمة كالقروض والتجنيس حتى لو كان رأيه لا يتفق مع رأي اقربائه وقبيلته لأن مصلحة الوطن العليا هي الأولى بالمطالبة تأتي بعدها مصالح الآخرين وعليه ألا يجامل وينافق بطرحه ليؤكد مصداقيته امام الشعب الكويتي ويسعى الى توصيل رأيه بكل جرأة ووضوح ليتعود المواطن والقارئ على طرحه ومدى صدقه مع نفسه وبنفس الوقت ليبر النائب بقسمه ويصدق الكاتب بقلمه.
تخضير المطار
المغادر والقادم من وإلى مطار الكويت الدولي يلاحظ مساحات كبيرة جرداء خالية من الحياة تحتاج الى الكثير من العناية والجهد، عكس مطارات العالم التي لا ترى فيها الا اللون الأخضر يكسو ساحاتها، فالمطار يشكل البوابة الأولى لجمال البلد والحكم على مدى الاهتمام بالمظهر الحضاري له، هذا فضلا عن الراحة النفسية التي تنتشي بها صدور القادمين حينما تحاكي عيونهم اشجار ومسطحات خضراء تبسط ذراعيها لاستقبالهم معلنة عن عزيمة الانسان وقدرته على تطويع الطبيعة وكسر الجمود وتذليل الصعاب.
فنهيب برئيس الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية ومجلس ادارتها، وانطلاقا من حرصهم الذي نعرفه بالسعي الى زراعة تلك المساحات، بحفر آبار ارتوازية لزراعة اشجار الكونو كاربس بخطوط متوازية تبعد الواحدة عن الاخرى عشرة امتار وألا يتعدى ارتفاعها اكثر من 50 سم، مراعاة للناحية الأمنية، ليتحقق الهدف بتخضير الساحات الصفراء بأقل التكاليف.
مفارقة
مفارقة لحدثين كان لهما شأن مع موسوعة غينيس للأرقام القياسية حدثا يوم الاثنين الماضي، فبينما شهدت إمارة دبي افتتاح أعلى برج في العالم، أزاحت الكويت الستار عن مجسم هندسي تم بناؤه من مليون قلم رصاص، نبارك لأهل دبي هذا الصرح الحضاري المتفوق، ونتمنى ان يسجل اسم الكويت بتلك الموسوعة بما هو اكبر من اقلام الرصاص من دون التقليل لجهود ونشاط من قام بإنجاز هذا المجسم.