نلاحظ في أغلب الأحيان، ان لم يكن جميعها، وفي المناسبات الحكومية على اختلاف أنواعها عدم مراعاة البعض للمراسيم وأصول البروتوكول الذي يفرض نظاما معينا يجب التقيد به من ناحية ترتيب الأولويات، عمرا ومنصبا ومقاما أثناء الجلوس في الصفوف الأمامية والقريبة من راعي الحفل، لماذا يراعى ذلك في المناسبات العائلية والخاصة، ولا يؤخذ به في استقبال ووداع ضيوف الدولة وفي المناسبات الوطنية التي تنقلها وسائل الإعلام وتعرضها القنوات الفضائية، أليس لزاما علينا مراعاة هذا الجانب لننقل صورة مميزة عن مدى الانضباط والنظام الذي نتحلى به، ولابد من وجود أشخاص عن الجهة المنظمة تضطلع بالارشاد والتنبيه والاعداد الجيد حتى ننأى عن هذا الخلل الذي يتكرر باستمرار.
اذ لا يمكن ان يجلس موظفون بالديوان ومن بعدهم يجلس من هم مثبتون بمراسيم أميرية.
نأمل ان يصل صوتنا الى الجميع، أفرادا ومؤسسات منظمة لعل وعسى ان يتم تدارك هذه الأخطاء في مناسبات قادمة، لنظهر في الصورة الايجابية التي نظمتها المراسيم والبروتوكولات حتى لا تبقى حبرا على ورق وانما تقترن بالتطبيق الفعلي والعملي، وغيرنا ليس أحسن منا.
اللغة العربية
قال تعالى (انا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) فيكفي العربية فخرا ان القرآن نزل عربيا، ولكي نفهم ونستوعب كتاب الله لابد لنا من الإلمام بهذه اللغة وقواعدها نحويا وإملائيا حتى لا تختلط علينا الأمور، والملاحظ ان البعض يذهب لتشويه هذه اللغة سواء من حيث الاختزال الحاصل في الكلمة وذكر الحرف الأول منها أو أي حرف آخر يرمز لها، أو من ناحية استخدام كلمات أجنبية في سياق التحدث باللغة العربية، وهذا الخلط يعكس تشويها فكريا وثقافيا، ويمثل إساءة للغتنا الجميلة، والخطر الأساسي يكمن حينما تساهم الأسرة وتدفع أطفالها إلى تبني هذا المسلك باستخدام الكلمات الأجنبية مع العربية، رغم ان هذه السلبية ستؤدي الى تفكيك وحدة اللغة ومن ثم اختلال الهوية، فخلط اللغات واختزال الكلمات بالأحرف أضحى مسألة شبه يومية، والخوف الشديد على الجيل الحالي والقادم فدخولهم في متاهات هذه المسألة أصبح واضحا من خلال استعمال الهواتف النقالة وتبادل الرسائل، كالرسالة التي وصلتني من ابنتي والتي لم استطع قراءتها، ولم أفهم معناها لتداخل الأحرف بالأرقام، وهي لغة هذا الجيل، وبعد الإيضاح تبين ان كل رقم يرمز الى حرف، وهكذا.
واللغة ليست وسيلة للتعبير عن الأفكار والتواصل وإنما هي انعكاس لأسلوب التفكير وتعبير عن ثقافة وطن، وتشويهها واختزالها وخلطها سيؤثر سلبا علينا جميعا، لذا نناشد وسائل الإعلام وأولياء الأمور والهيئة التدريسية اتخاذ اللازم نحو توعية هذه الأجيال وحثهم على الإلمام باللغة العربية وكتابة الرسائل باللغة الصحيحة لكي لا تضيع لغتنا، لغة الشرع فالعناية بتصويب هذه المسألة اصبحت ضرورة حتمية.
مرض الشهرة
بعض السادة النواب يغريهم الثناء والتصفيق من المقربين والمنافقين وأصحاب المصالح، بحيث اصبح جنوحهم الاستثنائي لتسليط الأضواء عليهم هاجسا ملازما لحياتهم النفسية، فلم تعد تكفيهم الافتعالات المصطنعة أمام الجمهور داخل مجلس الأمة، وشاشات التلفزيون حتى يثبت وجوده، بل ذهب لأبعد من ذلك من خلال اشتراطه على المواطنين الذين يتم تخليص معاملاتهم بتوجيه الشكر والتقدير لشخصه الكريم من خلال الاعلانات التي نراها في الشوارع وبالصحف المحلية بما حوته من كلمات وعبارات تكيل المديح والثناء له وغير ذلك لا يهم حتى وان تكسرت عليها جميع المبادئ والله الشافي المعافي.
الاختطاف
ما نسمعه عن جرائم الخطف وهتك العرض المتواصلة يجعلنا نتساءل هل السبب في ذلك غياب الحزم وشدة العقاب في القانون، أم غياب الوعي والتوعية؟ هنا يأتي دور المشرع حيث يجب ان تكون عقوبة الاغتصاب وهتك العرض رادعة، خصوصا في حالات الأحداث، فحينما تعتمد أقصى عقوبة لمثل هذه الحالات، يكون الرادع قويا يمنع من تسول له نفسه القيام بمثل هذا الجرم البغيض، الذي لا يقتصر على الضرر الجسدي، وانما عواقبه الجسيمة يقاسي منها الضحية وأسرته معنويا لتصل في بعض الحالات الى الانتحار.
لقد آن الأوان ليقوم المشرع بتشديد العقوبة وتطبيق القوانين بكل حزم، ولتكن العقوبة ما بين السجن المؤبد والإعدام بلا عفو، علاوة على ان جرائم بمثل هذا النوع صعب ان تقاس بعقوبة، فحينما يتعرض شخص للاغتصاب والتحرش الجنسي فسيلازمه هذا الكابوس طيلة حياته ويقض مضجعه ويؤثر سلبا على تصرفاته وقلما يخرج من هذا الوضع سليما معافى من الناحية النفسية، فلقد حكم عليه بالعذاب النفسي والجسدي، وهذا سينعكس على حياته وتعامله مع من حوله سلبا، لذا على المجرم ان يعيش عذاب فعلته الشنيعة مدى حياته ولا نمكنه من الخروج منها لعلنا بذلك نحد، بل نقضي على هذه المشكلة المسيئة للمجتمع نهائيا.
«رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا».