الأبناء عاقون، والأزواج الجدد غير ناضجين، ولا يتحملون المسؤولية، والأب غير مبال، والأم منشغلة بالتوافه، إلا من رحم الله، ونحن نقف امام جيل ساد به التذمر، وغاب عنه الإبداع، والأدب مفقود بين أصحابه.
ولكم ما حدث: خرجت من لندن ذاهبا لزيارة صديق، مستخدما الأندر جراوند، ومدة الرحلة ساعة ونصف الساعة، وأخذت افكر في الجالسين من حولي، أغلبهم شباب، بغض النظر أكانوا جيدين ام سيئين ولكن نمت لعقلي فكرة. «عادة بعض الافكار تحارب في بدايتها، ومن ثم تتفشى ويصبح من يخالفها شاذا».
وقلت في نفسي: ان الاسر البريطانية عندما يصل الابن الى الثامنة عشرة من عمره يصبح واجبا عليه الاعتماد على النفس، لا يمكن له المكوث في منزل عائلته من غير مقابل، أو ان يخدم بالبيت من غسل وطبخ وتنظيف.. إلخ، او يجلب المال ويشارك بالمصروف. وهذا الامر «منبوذ لدينا»، ولكن حينما ننظر للجانب الايجابي، نجد أن هذه الطريقة نحن بحاجة إليها في دول الخليج، لصناعة الشخص بعمر مبكر، حيث في الغرب اسماء ذاع صيتها عالميا وهي في عمر الشباب، مثل مارك زوكربيرغ مواليد ١٩٨٤مؤسس فيسبوك (facebook)، وريتشارد برانسون، مواليد ١٩٥٠مؤسس مجموعة فيرجين، بدأ نشاطه التجاري وهو في عمر ١٦ حيث أسس مجلة اسماها «الطالب»، واستطاع ان يجلب المعلنين بعد عام من تأسيس المجلة، وبدأ بتحقيق الارباح ويرجع السبب في نجاحهما هو أنهما اعتمدا على نفسيهما من البداية، وشعرا بصلافة الحياة، وتحملا المسؤولية بالمعنى الحقيقي وهذا ما نفتقده. فلا تتركوا ابناءكم، وجددوا عهد الاسلاف، كعبدالرحمن بن معاوية بن هشام المسمى عبدالرحمن الداخل وصقر قريش وهو قائد محنك ذو شخصية قوية، وبعمر لا يتعدى ٢١ سنة. وبالنهاية، التربية أساس المستقبل.لذلك اجعلوا أبناءكم يتحملون المسؤوليات من الصغر لكي يقطفوا الثمار غدا.
[email protected]
twitter:alialsabri