رغم عدم توقع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ان يخرج من المعادلة «الحكومية» بسرعة البرق، الا ان خطاب «الثقة بالنفس» الذي ألقاه في ذكرى اغتيال الشهيد رفيق الحريري اضاف الى رصيده نقطة خضراء بعد فقدانه نقاط قوة كثيرة خلال السنوات الخمس الماضية.
«محسوبكم سعد» خاطب الجماهير المحتشدة بقليل من الأخطاء اللغوية وكثير من الحركات والايحاءات السياسية، شكر قوى 8 آذار على اعادته الى جذوره وشارعه من حيث تدري أو لا تدري، أعلن انتقاله الى المعارضة بخطة عمل واضحة ومشروع سياسي لطالما افتقدته قوى 14 من آذار، وتمسك بالمحكمة الدولية حفاظا على العدالة وانطلاقا من المبدأ القوي ومفاده «أنا لست في موقع مسؤولية.. تصرفوا».
خطاب الحريري لم يحمل بنودا «رنانة» للسير عليها في المرحلة المقبلة فحسب، انما أعلن انطلاق مرحلة «ما بعد البيال» وساعة الصفر لرص الصفوف استعدادا لمواجهة شرسة مع الأكثرية الجديدة.
مما لا شك فيه ان جمهور رفيق الحريري استقبل كلام زعيم قريطم بإيجابية وترحيب كبير، ولكن بما ان الاعتراف بالخطأ فضيلة لا تكسر من هيبة «العائد الى جذوره»، فولي الدم ملزم اليوم أمام روح الشهيد ومئات الآلاف من المناصرين الى اطلاق قانون للمحاسبة الداخلية «فينو حريري» لابعاد كل من ساهم في إسقاط مرحلة الانتصارات من مستشارين «موسميين» الى بعض المتسلقين المعروفين الذين وصلوا الى مراكز عليا داخل تيار المستقبل وبأساليب لا تخفى على احد. بالإضافة إلى تطهير المطبخ السياسي لقريطم الذي اخفق في ادارة المرحلة السابقة، وإلا ستتجدد الأخطاء وعندها «لات ساعة مندم».