أمينة العلي
إن اليأس لن يعرف طريقه إلى روح امرأة تعـرف حقوقها في الحـياة، وتـدرك أن حيـاتهـا ملكهـا وحدهـا، وأنها بسلـوكهـا وتصرفـاتها تستطيع أن تنـال ما تهدف إليه، ولعلي لا أجانب الحق حين أردد ما قلته مـرات من أن المحنة الحقيقـية للمرأة في بلادنا تكمن في نفسهـا قبل غيرها وأنها العدو الأول لقضـيتها، ولكن هذا كله خارج عن الموضوع الذي أكتب اليوم من أجله.
إنني أعرف أن سيداتنا لا يقبلن على السياسة كما ينبغي ولم نستطع إلى الآن أن نعـودهن على تقبل جـرعات كافـية من هذا الغذاء العـقلي الذي لم تعد امـرأة متحضـرة في غنى عنه، ومع ذلك أحب أن أقول أنني انتظر نتيجة أي استفتاء تكون المرأة فيه طرفـا بجانب الرجل بغـاية الاهتمـام والشغف لكي اطمـئن إلى عدد المشتركـات فيه، فهذه أول خطوة نحو مواقف كثـيرة قادمة أرجو أن تثبت المرأة الكويتـية فيها وجودها وتؤكد بمسـاهمتها على نطاق أوسع كثيرا، من أي وقت مضى، تثبت المرأة الكويتية أنها ليست المخلوق السلبي الذي يتصور أعداء النهضة الحديثة عجزه التام عن ممارسة الحقوق الشخصية التي أعطيت له.
ولسـوف افتـقـد إيماني بالمرأة الكويتـيـة إذا هي تخلفت عن مواجهة المواقف القادمة واخـتارت كما حدث في بعض الظروف الماضية، للأسف الشديد، أن تقف من المجالات السـياسية موقف المتفرج.
إن ايجابية المواطنة الكويتـية الصالحة هي الدليل الأول على حـيـويتـهـا ولا يهم مطلـقـا أن فـازت الواحـدة منا أو لم تفـز، فالانتـخابات لا تخـرج عن كونهـا جولات ديموقـراطية، الرأي الأول والأخير فيـها للأغلبية والغرض الأساسي حـسن التمثيل بالعناصر الإنسانية الطيبة.