أمينة العلي
«ماذا نستطيع أن نفعل لتكريم الشيخوخة؟» هذا مقال سبق لي أن كتبته ونشر في «الأنباء» بتاريخ 26 مايو 2007 طرحت فيه انه يجب علينا كأفراد ومؤسسات أن نوفر لهذه الفئة (الشيخوخة) مزيدا من الضمانات ليحيوا حياة هادئة يستمتعون فيها بأيامهم. وطلبت من الآباء والأمهات بذل الجهد مع الأبناء من اجل خلق وعي اجتماعي ليدرك أبناؤنا أن الأجيال السابق قد أعطت العمر والجهد من اجل استمرار حياتهم ومستقبلهم وان لهم علينا واجبا ودينا لابد أن نسدده.
ويتضمن المقال المشار إليه بعض الأفكار البسيطة العملية التي لو طبقت، فإن مردودها النفسي سيكون مقبولا نوعا ما، وبعد نشر المقال اتصل بي إبراهيم طاهر البغلي (ابورائد) وشكرني على ما كتبت وكما هو معروف فانه (ابورائد) عودنا على المساهمة الجادة في توعية المجتمع بأهمية بر الوالدين والاهتمام بالحالات الإنسانية، وفي اكثر من ندوة حاضر فيها ترك بصمة طيبة، وآخر ما قدمه هو رعايته الكريمة للندوة التي أقيمت في دار المسنين تحت عنوان «بر الوالدين طريق للسعادة».
بورائد قال لي انه سيشهر عن قريب جدا جمعية خيرية باسم جمعية إبراهيم طاهر البغلي الخيرية لرعاية المسنين، وطلب مني الانضمام لعضوية هذه الجمعية، وذلك لأنني من المهتمين بالنواحي الإنسانية والاجتماعية وأعمال الخير، بداية أقول لأبورائد: «اعبر لكم عن خالص تقديري لثقتكم بشخصي مما يحملني مسؤولية الموافقة على الانضمام لجمعيتكم الخيرية» وسأحرص على العمل بإخلاص وتجنيد خبرتي في هذا المجال من اجل رعاية أهلي وأسرتي ومجتمعي، لأن هذا العمل الإنساني الكبير يعتبر نموذجا للخير، وهو بالمقابل مشروع فريد من نوعه على المستوى العربي، لما يحمله من خصوصية في الاهتمام بفئة كبار السن، وهذه لفتة كريمة وأصيلة من إنسان كريم يحتضن بالحب والتقدير جيل الآباء والأجداد تحت مظلة الأسرة الواحدة.
وأراد بورائد أن يوضح للناس من خلال هذه الجمعية الخيرية في فترة من فترات العمر يجد الرجل أو المرأة أن البيت الكبير قد أصبح خاليا إلا منه، وذلك بعد زواج الأولاد أو سفرهم للدراسة أو أي أمور أخرى، وليس طبيعيا أن يقيم في مكان يشعر فيه بمزيد من الوحدة والعزلة، لذلك فكر في إقامة منتجع خاص لهذه الفئة والانضمام إلى هذا المنتجع من دون مقابل مادي بحيث يتيح لهم تمضية اليوم بطوله في هذا المنتجع، أما ليلا فهو يذهب إلى بيته لتكملة يومه ويهدف بورائد من خلال تأسيس هذه الجمعية الخيرية إلى المساهمة في توفير الرعاية الشاملة لكبار السن ونشر الوعي بين أفراد المجتمع بالتغيرات المصاحبة للشيخوخة وكيفية التعامل معها لحفظ كرامة المسن وإشعاره بإنسانيته وتوفير الراحة والطمأنينة، والأمان له تمهيدا لدمج المسن القادر في المجتمع بعد تأهيله مهنيا، ومشاركة غير القادر في المناسبات والاحتفالات والأعياد وحضور لقاءات التوعية والإرشاد الجماعي التي ستعقدها جهات حكومية أو أهلية خارجية. «بورائد» والمؤسسون للجمعية يرون أن من واجبهم حمل هذه الرسالة بكل أمانة وإخلاص من اجل النهوض بها ويوجهون الدعوة لإخوانهم من أهل البر والخير إلى التعاون معهم من اجل إتمام الدور الحكومي الشامل في خدمة المسنين من خلال توفير كافة سبل الدعم لهذا الدور في سبيل انجاحه وبما يعود بالنفع على المسنين وخدمتهم نفسيا واجتماعيا وصحيا وماديا.
جزاك الله كل الخير يا بورائد وجعل الله أعمالك في ميزان حسناتك.