Note: English translation is not 100% accurate
الكذب على الذات
الثلاثاء
2007/6/12
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : أمينة العلي
أمينة العلي
أعظم لحظات السعادة في حياتي هي أن أفعل ما أؤمن به، حتى لو كان في قلبي حزن وفي عيني دمعة.. وأسوأ شيء في دنياي هو الكذب وأبشع أنواع الكذب عندي هو أن أكذب على ذاتي.
أنت تكذب فمعنى هذا أنك خائف من مواجهة الحقيقة وإذا كنت تجامل الغير أو تكذب عليه فذلك معناه أنك تخاف من مواجهة الغير بهذه الحقيقة، لكن المصيبة في نظري عندما يكذب المرء على ذاته ففي هذه الحالة تكون الخطورة أعظم، من المخيف أن نكذب على أنفسنا لأن الكذب على الغير فيه خوف من أن يدرك الآخر الحقيقة، لكن الكذب على الذات فيه خوف من أن تدرك أنت نفسك حقيقة نفسك.
عندما يكذب المرء على نفسه ـ وما أكثر من يفعلون ذلك ـ ويتفنن في إقناع نفسه بأنه لا يكذب عليها فهذا الشخص يخاف ويخشى مواجهة نفسه بالحقيقة. هنا لابد أن نتوقف مع الذات ونحاسبها وهنا لابد أن نعرف أن الكذب المستمر على الذات هو حالة مرضية نفسية. لو تأملنا كل ما يدور حولنا ونناقشه في سرية تامة مع أنفسنا هل هو كذب أم صدق؟ هل ما يدور حولنا وفي مثل وضعنا سواء ناقشنا الأمر مع انفسنا أو مع الغير هل هو كذب أم صدق؟ هل ما يدور حولنا في هذه الأيام بالذات ومواجهة مشاكلنا الاجتماعية والسياسية هل هو كذب أم صدق؟ هل ما يدور حولنا فيه كذب على النفس أم على الآخرين؟ عندما نواجه الغير ونرتدي الابتسامة خجلا من مواجهته فهذا معناه أننا نعيش حالة ضعف أو غضب أو حزن أو أزمة وما أكثر الأزمات عندنا.
عندما يدخل الرجل على زوجته بعد خيانته لها حاملا لها هدية وعندما يختلف الواحد منا مع صديقه، أو الأخ مع أخيه ولا يصارح أي من هؤلاء الآخر بالحقيقة، أليس ذلك كذباً؟ وعندما يأخذ الإنسان صديقه بالأحضان والقبلات، وفور مغادرته يبدأ في سبه ولعنه من خلف ظهره، أليس ذلك كذباً ومرضاً؟ وعندما نقول ما لا نؤمن به ونكتب ما لا نعنيه ونفعل ما لا نريده ونتناول الطعام مع من لا نحبهم ونتزاور مع من لا يجمع بيننا وبينهم أي شيء سوى المصلحة، أليس ذلك كذبا؟ لابد لنا كشعب وأمة أن نعرف ونعلم أن الكذب على النفس وعلى الغير هو الذي أوقعنا في الحالة التي وصلنا إليها، اليوم لابد أن نعرف أن كل مظاهر العجز والألم والتخلف التي نعيشها ترجع إلى هروبنا من مواجهة الحقيقة والكذب على الذات.
نسمع اليوم وكل يوم عن الزوجة التي تكذب على زوجها وكذلك الزوج الذي يكذب على زوجته، والمرؤوس الذي يكذب على رئيسه والحاكم الذي يكذب على شعبه والله يسمع ويرى ويحاسب.
فأنت عندما تفعل الخطأ ولا يراك أحد فأنت تكذب على نفسك، لكنك غير قادر على أن تكذب على الله لأنه يراك وأنت حينما تقول ما لا تفعل وتفعل ما لا تقول فأنت تخدع غيرك وتخدع نفسك، لكن الله يعلم لأنه يراك، إذن بعضنا يخاف من الغير أكثر من خوفه من النفس وبعضنا يخاف من النفس أكثر مما يخاف الله وهذه هي الكارثة.
اليوم بالذات ونحن في هذا الوضع الحرج لابد للنفس أن تواجه نفسها وتبدأ مرحلة من أهم مراحل التطهر في حياتنا وهي «مرحلة الصدق مهما كان الثمن».
اقرأ أيضاً