Note: English translation is not 100% accurate
زمن العنف النسائي
الأحد
2007/6/17
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : أمينة العلي
أمينة العلي
لماذا تزايد عنف المرأة تجاه الرجل؟ سؤال وجهته الى نفسي وأنا سائرة بممرات المحكمة (قصر العدل)، حيث كانت لي جلسة خاصة بالورث ولكنني كما يقولون ضيعت الطريق ودخلت الى قاعة غير مخصصة لجلستي وجلست انتظر سماع كلمة «محكمة» من سكرتير الجلسة حين دخول القاضي ومعه مستشاران، وجلست بين مجموعة من النسوة ودارت بيني وبينهن دردشة من أجل قتل الوقت، عرفت منهن ان اغلبهن رافعات قضايا طلاق ضد ازواجهن يطالبن فيها بالخلع، ومنهن من هي على استعداد لأن تتنازل لطليقها عن «الجلد والسقط» لتخرج من بيته كما يقولون «يا مولاي كما خلقتني» علما أن منهن من ظلت زوجة لمدة طويلة أكثر من عشرين عاما، ومع ذلك هانت عليها نفسها لأن تخلع زوجها وتترك له البيت وتقول لنفسها «يا روح ما بعدك روح»، هنا تبادر الى ذهني هذا السؤال: لماذا تزايد عنف المرأة تجاه الرجل؟
ومن هو المسؤول عن ذلك؟ يقولون ان العنف يولد عنفا مضادا، وان المرأة ضحية القهر، وان ضغوط الحياة وراء سلوكيات العنف وان ايجابيات المرأة تتسبب في سلبية الرجل، ويقولون ايضا ان المرأة فقدت انوثتها وتوحشت، صحيح ان العنف ازداد مع انتشار الفساد وكثرة الضغوط المادية والنفسية، وما دام هناك تمييز ضد المرأة فسيظل يقابله عنف تجاه الرجل كنوع من المقاومة والدفاع عن النفس.
سؤال أطرحه على كل الرجال، ماذا تنتظرون من النساء وأنتم لم تحترموا مشاعرهن وحقوقهن؟ يبدو ان ايجابية المرأة وزيادة مشاركتها في شؤون مجتمعها كانتا من أسباب سلبية بعض الرجال ممن يميلون الى الكسل ويفتقرون الى المبادئ والقيم السامية.
ويقولون: لماذا أصبحت المرأة عنيفة؟ أقول لكل من سأل هذا السؤال: عنف المرأة سببه بالدرجة الأولى قسوة ظروف الحياة واحساسها بالقهر الذي غالبا ما يكون سببه الرجل سواء لسوء معاملته وتسلطة أو لسلبيته وعدم تحمله لأعبائه ومسؤولياته الأسرية والقائها على كاهل الزوجة المكبلة أساسا بهموم وأعباء كثيرة داخل البيت وخارجه، وكأنه ينتقم منها بسبب خروجها للعمل ومحاولتها اثبات ذاتها والبحث عن دور ايجابي تجاه مجتمعها إعمالا لمبدأ المساواة.
ثم هناك حقيقة لا بد من الاعتراف بها وهي ان المرأة مهما نالت من حقوق أو حققت من أهداف تظل تعاني من جبروت الرجل سواء كان زوجا في البيت أو مديرا في العمل أو زميلا، كما ان قهر الرجل للمرأة يأخذ اشكالا مختلفة، وعلى سبيل المثال، يوافق الزوج على السماح لزوجته بالعمل واثبات ذاتها، لكنه يعاقبها بصور شتى سواء باجبارها على انفاق راتبها أو جزء منه على البيت أو احباطها معنويا والسخرية من آرائها وافعالها أو اتهامها بالاهمال لبيتها.
وهناك أيضا مسؤولون في العمل لا يقتنعون بتولي المرأة لمنصب قيادي، واذا تعاملوا مع المرأة سواء كانت موظفة أو مديرة ادارة ينتقدونها بشكل غير مباشر في محاولة للتقليل من شأنها، وهذا يعد عنفا معنويا قد يجر المرأة للعنف السلوكي أو اللفظي نتيجة عدم تحضر الرجال. يقول لي بعض زملائي الرجال في العمل انهم يحلمون بأن يعود عصر «سي السيد» ويتخلصون من منافسة المرأة، خاصة بعد ان تفوقت عليهم، وأثارت غيرتهم سواء علميا أو عمليا في مختلف الميادين.
نعم هناك موجة عنف متبادلة بين الجنسين، وذلك يرجع الى ظروف الحياة التي اصبحت صعبة، فالرجال مطحونون بالعمل خارج البيت لجلب أكبر قدر من الأموال لتوفير حياة كريمة للأسرة، بينما الزوجة مطحونة أكثر من الرجل، ومحاصرة بالضغوط خارج وداخل المنزل فهي أم وزوجة ومدرسة للأبناء وموظفة تعمل مثل زوجها وسط هذه الأجواء المشحونة بالمسؤوليات الجسيمة التي تتطلب وجود أساس لحياة زوجية تسودها المودة والرحمة والتفاهم والتعاون لكن للأسف كثير من الزيجات هذه الأيام تقوم على أساس المصالح والماديات في المقام الأول، مما يساعد على فتح الباب على مصراعيه لرياح العنف المدمرة.
وبما ان العنف الأسري مازال في تصاعد مستمر فلابد لنا من ان نعترف بأن كلا الجنسين المرأة والرجل يحتاج الى الآخر، فالمرأة هي الزوجة والأم والابنة والأخت والزميلة، وبذكاء الرجل يمكنه ان يحتويها ويحميها ليستخلص منها ينابيع الحب والحنان والمودة، بينما الرجل هو الأب والزوج والابن والأخ والزميل وتستطيع المرأة ان تكسبه الى صفها بذكائها وحنكتها ودهائها ومعاملته بود وحنان ودون كبرياء مهما بلغت مكانتها لإشعاره بوجوده ورجولته حتى تستقر فيه صفات النخوة والشهامة.
اقرأ أيضاً