أمينة العلي
ظاهرة عقوق الوالدين بدأت تنتشر في المجتمع الكويتي، وهناك قصص تنفطر لها القلوب وتدمع لها العيون، وأصبحت هذه الظاهرة داخل المجتمع الكويتي الذي يتواجد به الآن 50 ألفا من فوق الـ 65 عاما، وإيمانا من ابراهيم البغلي صاحب ومؤسس جمعية ابراهيم طاهر البغلي الخيرية لرعاية المسنين ومحاولة منه للحد من عقوق الوالدين، وايمانا منه بعظم الدور الذي لعبه الآباء والأجداد ورغبة منه في تكريم هؤلاء الآباء والأجداد، خصوصا في مراحل شيخوختهم وكبر سنهم، وتأكيدا على حقهم في ان يحيوا ما تبقى من العمر في أمن وأمان وتأكيدا على اشباع جميع احتياجاتهم الاجتماعية والنفسية والصحية، وايضا تقديم الارشاد الديني لهم، وعرفانا منا بالجميل الذي قدم ومازال يقدم لنا منهم، أسس أبورائد جمعية خيرية لرعاية المسنين.
أما عن أهداف هذه الجمعية فهي أهداف نبيلة، حيث ستقدم الدعم المادي والمعنوي لتوفير الرعاية للمسنين سواء كانوا رجالا أو نساء، كويتيين أو غير كويتيين، سنة أو شيعة، ونشر الوعي بين اسرهم عن أهمية خدمة ورعاية المسنين، بالإضافة الى منح مميزات خاصة للمسنين بالمستشفيات والعيادات الخاصة تتمثل في اعطائهم تخفيضات مالية ومنحهم الأولوية في اجراء العمليات الجراحية بالمستشفيات الحكومية والخاصة، والجديد في الأمر ان بورائد يسعى لدى وزارة الشؤون من اجل موافقتهم على اعطاء المسنين نفس المميزات التي تمنح للمعاقين، والجديد في هذا المشروع ايضا هو طرح جوائز مالية تقدر بـ 25 جائزة توزع على الأبناء البارين بوالديهم، والهدف من جائزة ابراهيم البغلي للابن البار هو تشجيع الأبناء والبنات على بر الوالدين وتوطيد العلاقات الأسرية، الى جانب توعية المجتمع باحتياجات المسن، والتشجيع على العمل التطوعي مع المسنين ودمج المسن في المجتمع ليكون عضوا فعالا، بالاضافة الى الاستفادة من الابن البار نفسه بعد حصوله على الجائزة ليكون قدوة لأمثاله من الأبناء، وأوضح البغلي ان هناك العديد من الأنشطة والمسابقات في جمعيته الخيرية سيعلن عنها في وقتها.
عمل خيري نبيل وكريم من انسان عرف عنه حبه وتفانيه لخدمة مجتمعه ووطنه، نتمنى ان نقف جميعا يدا بيد مع فاعل الخير ابراهيم البغلي لنقدم مساهماتنا وتبرعاتنا منا كمواطنين وكذلك من الجهات المختلفة، سواء كانت حكومية أو أهلية في تحقيق ونشر أهداف هذه الجمعية.
يوم الاحتفال والإعلان عن مستحقي جوائز مسابقة الابن البار سيكون في نفس اليوم العالمي للمسنين والذي حددته الأمم المتحدة في الأول من اكتوبر، وسيحتفل به سنويا مثله مثل الاحتفال بيوم الأم المثالية.
اتمنى من وزارة الإعلام ممثلة بوزيرها عبدالله المحيلبي وممثلة ايضا بتلفزيون واذاعة الكويت ان تتبنى وتنظم حملة اعلانية وإعلامية لإعلاء هذا المشروع من أجل توعية المواطنين والتشجيع على العمل التطوعي مع المسنين وفي هذا الوقت بالذات نحن نحتاج الى لم شمل الأسرة الكويتية لكي تعود الينا عاداتنا وتقاليدنا الأصلية ونعود كما كنا بالسابق مجتمعا واحدا والعوائل كأنها أسرة واحدة، كل ما نحتاجه الآن هو فقط ألا نفقد صلة الرحم.
إضاءة
فكرة جائزة الابن البار راودت مخيلة الأخت أماني الطبطبائي عندما كانت تشاهد وتسمع بحكم عملها الكثير من قصص عقوق الوالدين داخل المجتمع الكويتي، لذلك قدمت الفكرة الى ابراهيم البغلي الذي تحمس لها وأنشأ جمعية خيرية لتكون بذرة لمشاريع اخرى خيرية تنتشر داخل الكويت من اجل خدمة المسن. بورائد جند نفسه وماله ووقته من اجل تحقيق حلم حياته، وفقك الله يا بورائد وكثر من أمثالك.