أمينة العلي
مسلم شيعي ومسلم سني ومسيحي ماروني ومسلم درزي اجتمعوا على طاولة واحدة واتفقوا دون خلاف وكنت مدعوة ضمن هذا الحشد الرائع... سرحت بأفكاري بعيدا وأنا جالسة بينهم وأخذت ألوم نفسي لماذا نحن نتفق بينما الآخرون لا يتفقون؟ وأخذت أستعرض في مخيلتي ما يجري الآن على الساحة السياسية شجب وتنديد وكل ذلك في النهاية لا ينجز شيئا واحدا عمليا على أرض الواقع، الصراع السياسي في بلدنا منقسم الى قسمين الشعب في واد والدولة في واد آخر ولكل منهما حساباته، إننا أمام واقع مأساوي مشتت تتقاطع فيه المسؤوليات وتصطدم فيه الحسابات مما يهدد في النهاية مصلحة وطننا، إننا اتفقنا على مبدأ واحد وهو ألا نتفق أبدا لأن هناك جبهة غير معلنة وراء عدم اتفاقنا، مما يزيد من الكراهية بيننا، جبهة تسعى الى ان تنشر اليأس والإحباط، وجبهة تزيد مساحة الجرح وهي التي تغتال التسامح وتمثل بجثته في الشوارع.
في كل يوم وفي كل جلسة واجتماع هناك اختلاف في الرأي، إذن كيف لنا ان نحرر عقولنا من العصيان ونتفق من اجل مصلحة هذا البلد الجميل، مجلس الأمة عندنا يضم كفاءات وذوي خبرة لذلك لابد ان يمنحوا أنفسهم الفرصة ليدرك الجميع ضرورته لاستقرار التجربة البرلمانية من جهة واستقرار التشريع من جهة اخرى ويجب ان يفهموا ان الديموقراطية يجب ان ترتبط بأنظمة وقوانين وإلا اصبحت انفلاتا ومن المؤكد ان هناك كثيرا من الأوراق المليئة بالقضايا المهمة التي يجب ان تحل وبأسرع ما يمكن، لكن ما باليد حيلة، الخلافات قضت على الأخضر واليابس، إننا نثق تماما بأن الجميع ينطلقون من اجل مصلحة هذا البلد ولا نشك ابدا بالنوايا، لأن اعضاء مجلس الأمة والوزراء حريصون على مصلحة البلد على كل الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية وسعيهم الدائم للحفاظ على المال العام والقضاء على الفساد من اجل إحلال الأمن والوفاق بين جميع فئات الشعب، لكن الأسلوب الذي يتبع في مناقشة الأمور ليس في مصلحة البلد ولا مصلحة المواطن ولا يخدم المصلحة العليا للبلاد لقد توسمنا في حكومة الشيخ ناصر المحمد القدرة على ادارة أمور البلاد وحل المشاكل والصعوبات بما يتلاءم مع المصلحة العليا للوطن والشعب على حد سواء، الا ان ما حصل داخل مجلس الأمة وما شهدناه لا ينسجم مع التوجه السامي للقيادة السياسية ولا يليق بوطن مثل الكويت كما لا يليق بشعب يعتبر واحدا من اكثر شعوب المنطقة رقيا وتقدما.
لماذا لا نترفع عن هذه الأساليب الهابطة ونعالج أمورنا بالأسلوب الصحيح ونتفق من اجل مصلحة وطننا ومصلحتنا كشعب وليكن رائدنا ومرشدنا في جميع تصرفاتنا ما نلمسه من حكمة وشجاعة سياسية متمثلة في صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس مجلس الوزراء، لأننا نثق تماما بأنهم لا يريدون إلا مصلحة هذا البلد الأمين وما علينا الآن نحن كمواطنين اذا اردنا الخروج من هذا الوضع إلا ان نتحلى بالشجاعة والصبر ونعلن جميعا مسؤوليتنا عما وصلت اليه الحال في الكويت ولنتفق على أن نتفق.
إضاءة
كتبت في مقالي السابق بعنوان «جائزة ابراهيم البغلي للابن البار» بتاريخ 26 يونيو الماضي ان فكرة جائزة الابن البار راودت مخيلة الأخت أماني الطبطبائي عندما كانت تشاهد وتسمع بحكم عملها الكثير من قصص عقوق الوالدين داخل المجتمع الكويتي، لذلك قدمت الفكرة الى ابراهيم البغلي الذي تحمس لها وانشأ جمعية خيرية لتكون بذرة لمشاريع اخرى خيرية داخل الكويت.
والصحيح أولا: ان الفكرة التي راودت اماني الطبطبائي جاءت من واقع تطبيق مشروع مقدم يساعد في بر الوالدين بصورة افضل بما هي عليه الآن ومعرفة القصص الواقعية من داخل المجتمع الكويتي في بر الوالدين لتكون مثالا يحتذى به وليس كما كتب نظرا لمشاهدة الطبطبائي لحالات عقوق الوالدين بحكم مجال عملها والذي هو في ادارة رعاية المسنين كرئيسة لقسم الخدمة المتنقلة في محافظة العاصمة.
وثانيا: ان فكرة جائزة الابن البار قدمتها الأخت أماني الطبطبائي لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل متمثلة بإدارة رعاية المسنين وليس الى ابراهيم البغلي ولكن بورائد تبنى هذه الفكرة من ادارة رعاية المسنين وتكفل برعايتها مشكورا، ونقول لأماني ان الفكرة سواء قدمتها الى ابراهيم البغلي أو الى وزارة الشؤون فإن المهم أن يتحقق الخير.