أمينة العلي
لماذا يريد العلماء أن يحرموا الإنسان نعمة النسيان، فالإنسان ينسى لأنه يتعمد أن ينسى لأنه يريد أن يعيش، لكن بعد أن توصل العلم الى أنواع مختلفة من الأدوية التي تقوي الذاكرة، هذه الأدوية تقوي الذاكرة الضعيفة وتجدد قوة الذاكرة العادية ولذلك لن تقلب السيدة بعد اليوم البيت رأسا على عقب وهي تبحث عن شيء على بعد ذراع واحدة منها، ولن يلف الرجل ويدور وهو يبحث عن النظارة والنظارة على عينيه، أو عن قلم والقلم بين يديه، ولن يضحك الصغار في شقاوة وهم يراقبون الجدة تبحث عن شيء ما وهو أمامها، ستصبح ذاكرة الكبار في قوة ذاكرة الصغار.
وسيضطر الشاب الذي يفخر بقوة ذاكرته الى ان يتناول هذه الحبوب أحيانا، مثله مثل كبار السن، سيضطر الشاب الى اللجوء الى حبوب الذاكرة كلما تردد في اتخاذ قرار مهم يتوقف عليه أمر مهم في عمله أو حياته الخاصة.
فهذا التردد في حد ذاته دليل على ان ذاكرة الشاب لا تسعفه ودليل على ان جانبا من تجارب الماضي ومن الدروس التي يستخلصها الإنسان من تجارب الماضي قد اختفت في أعماق الذاكرة، ولو كانت هذه الدروس حاضرة في ذاكرة الشاب لأثرت تجربته في الماضي بقرارات الحاضر وخطط المستقبل، ولما تردد الشاب في اتخاذ القرار.
وهكذا عندما يتناول الشاب حبوب الذاكرة سيذكر كل ما نسي وكل ما تعمد أن ينساه وسيفتح أمامه الماضي كصفحة مطبوعة بكل تجاربه وكل دروسه وفي ضوء هذه التجارب وهذه الدروس سيتخذ القرار.
وهكذا يستطيع العلم الآن ان يتحكم في الذاكرة وان يجعل الإنسان يتذكر ما يريد وما لا يريد أن يتذكر.
السؤال هنا والذي يلح علي لأكتبه هو لماذا يريد العلم ان يحرم الإنسان من نعمة النسيان؟
ذاكرة الإنسان كالمنخل لا تبقي إلا على ما تتحمل، وهذه الذاكرة تتخفف يوميا من حملها، وهي تسقط من التجارب المؤلمة مالا تطيق وتسقط من التجارب مالا تستطيع ان تستوعب، وهذا الإسقاط في حد ذاته هو الذي يساعد الذاكرة على الاستمرار في العمل.
النسيان نعمة من نعم الله التي أنعم علينا بها، فلماذا يريد العلماء أن يقووا ذاكرتنا ونحن في أمس الحاجة في هذا الوقت بالذات لأن ننسى، ننسى ما نسمع وننسى ما نرى، وننسى ما يجري حولنا في كل زمان ومكان، الإنسان ينسى بإرادته إذا أراد ذلك لأنه يرغب في أن يحيا حياة هادئة بعيدة عن.. وعن.. وعن..، وبذلك لن يندم إنسان على لحظة نسيان لأن النسيان هو خير سلاح لنا ونحن في خضم هذا الميدان.
إضاءة
قرأت على النت أن هناك مؤتمرا عالميا للصحافيين يعقد وبصورة دورية في برلين وتحديدا في شهر اكتوبر من كل سنة، أمنية ارجو ان تتحقق فقد أثبتت المرأة عندنا مكانتها في ميدان الصحافة بكفاءة واقتدار لاشك فيهما، كما ان عدد الصحافيات عندنا يزيد على عدد الصحافيات في بعض الدول الاخرى، واشتراك الصحافية الكويتية في هذا المؤتمر خير دعاية لبلدنا وللمرأة فيها، لأن المرأة عندنا تملك طاقات هائلة لو احسن توجيهها لأتت بأفضل النتائج، أقول هذا الكلام وكلي أمل في أن تبرز شخصية المرأة الكويتية أمام العالم.