أمينة العلي
كنت برفقة صديقتي التي تراجع احدى العيادات في مستشفى حكومي ورأيت بعيني - وليتني ما رأيت - فوضى عدم تنظيم الممرضات القادمات الينا من شرق آسيا، نسألهن سؤالا والاجابة ليس لها علاقة بالسؤال لانهن لا يفهمن اللغة العربية ومستواهن في الانجليزية ضعيف.. ان التمريض عندنا يعاني مشاكل عديدة هذه هي الحقيقة فليت السيدة وزيرة الصحة د. معصومة المبارك تهتم بالتمريض والممرضات والممرضين اكثر لان التمريض عمل انساني ووطني مقدس وهو يكمل عمل الطبيب بل ويلعب دورا هاما في تقرير سمعته لدى مرضاه، ومن هذا الجانب وجب الاهتمام بصحة جماهيرنا وفكرها ايضا اهتماما لا نبخل فيه بجهد او مال ولاشك ان الممرضة بمنزلة المرآة التي تعكس عليها كل احوال المرضى في المستشفيات وان كان هناك تقصير فسينسب اليها في المقام الاول فهي اول من تستقبل المريض وتظل ملازمة له طوال فترة مرضه كما تكون هي آخر من يودعه لحظة خروجه من المستشفى، لذلك يجب ان تعي وزيرة الصحة د. معصومة ان النهوض بالتمريض من اقرب الطرق واسهلها للنهوض بمستوى الخدمات المقدمة في المستشفيات.
لذلك نرجو من الوزيرة الانسانة التي تشعر مثلنا بمعاناة المريض ان تولي عناية خاصة بالعاملين والعاملات في هذا الميدان وذلك باستمرارية التدريب والتعليم والتطوير من اجل ان يكون لدينا بحق الممرضة المثالية التي ترعى المريض بعقلها وقلبها وعملها وحسها.
ثم اننا في حاجة ماسة الى الممرضات اللاتي يقدمن خدماتهن لمراحل ما بعد العلاج من اجل التخفيف عن مرضانا ورفع معنوياتهم.
اننا رغم التقدم ورغم التسهيلات التي تقدمها الدولة للقطاع الطبي بصفة عامة الا اننا ما زلنا نعاني من كثير من المشاكل التي نأمل في التغلب عليها ومنها ان وضع الممرضة في حاجة الى تعديل اذ يجب ان نحسن جزاءها في كل ساعات عملها وهذه مهمة يجب ان ينهض بها التنظيم السياسي وبخاصة الجانب النسائي منه.. حتى نصل الى الصورة التي نرجوها لمهنة التمريض عندنا بحيث نعمل في بحث وسائل تطوير مدارس التمريض واعداد وتدريب الممرضات الكويتيات والعربيات وبحث التنظيم الفني والاداري، ونبين اثره على مستوى التمريض بالمستشفيات وتطوير برامج الدراسة التي تقدم اليهن بحيث تتاح لهن فرصة التقدم لدراسات اعلى حتى يستطعن مسايرة التقدم العلمي والفني وكذلك تقديم الجوائز المادية للمتفوقات منهن.
ومن خلال الواقع ومن اجل ان ننهض بمهنة التمريض وتشجيع بناتنا وابنائنا على الالتحاق بهذه المهنة لابد من انشاء معاهد عليا للتمريض وتلحق بالجامعة بحيث تفتح ابوابها امام خريجات مدارس الممرضات ومساعدات الممرضات وتطوير برامج التمريض على جميع المستويات وكذلك انشاء مجلس اعلى للتمريض ولجنة دائمة للتمريض داخل كل مستشفى ورفع بدل طبيعة العمل الذي تتقاضاه الممرضة وانشاء اتحاد عام للممرضات العربيات وتقديم الجوائز للعاملات المتفوقات.
لو اخذنا بهذه المقترحات فاننا بذلك نفتح سبل عمل جديدة وستتبدل صورة الممرضة الاجنبية لتحل محلها صورة جديدة للممرضة الكويتية والعربية في بلادنا صورة كاملة شاملة فيها كل صفات ملاك الرحمة التي تخفف آلامنا وترسم على وجوهنا مظاهر الفرح والابتسام والامل.
إضاءة
ليس معنى الاستقرار والسعادة ان تكون الايام كلها عسلا فلابد ان تظهر من وقت الى آخر غمامات ولكنها تكون اشبه بسحابات الصيف فالقاعدة ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية والشعور بالطمأنينة هو الاطار الصحيح الذي يضم صورة الحب المخلص والصادق والمتجاوب ولا تكون الصورة متكاملة الا اذا وضعت في اطارها المناسب والسعادة الحقيقية في حب نفتح له قلوبنا وعقولنا ونتقبله بالمنطق والعاطفة ونتجاوب معه بالصدق والوعي والمشاركة الحقيقية النابعة من اقتناع الاعماق بأن الطرف الآخر يصلح ان يكون شريكا لهذه الرحلة وهي رحلة الحياة.