أمينة العلي
الجميع ينظر دائما مع كل انعقاد دورة تشريعية لمجلس الامة على انه حالة من القلق والتوتر مما تعانيه الاسرة الكويتية من مشاكل دائمة، ويتساءل البعض ونتساءل معهم عن الدور الحقيقي من انعقاد هذا المجلس، هل هم فعلا قادرون على التطوير والانجاز؟ وهل هم فعلا قادرون على ادارة الحوار والمناقشة واحترام الرأي والرأي الآخر وممارسة الديموقراطية الحقة والقدرة على التحليل والابتكار وهي الادوات الرئيسية لأي عضو او وزير يجب ان يتسلح بها مادام يريد ان يكون عنصرا مهما ومساعدا في عملية التنمية، خاصة ان وضعنا الحالي السياسي والاقتصادي يلزمه الهدوء النفسي، والسؤال يتجه الى الدور السياسي وماذا يستطيع ان يفعل في تحديد مصير الدولة ودون اطلاق المبررات للرد على ما يدور في خلدنا وخلد الآخرين، نقول لهؤلاء انظروا الى الشارع الكويتي وكيف تنتشر الشائعات بيننا وكيف نتحاور ونتناقش، كذلك كيف نتشاجر، هذه كلها اسباب تعود من وجهة نظري الى ازمة فهم اللعبة البرلمانية دون مقارنة تأخذنا الى من نحن؟ فبعد الاجازة الصينية انعقد مجلس الامة لبدء دورة برلمانية مثلما يحدث دائما، لكن يجب ان يضع المعنيون خطة يحاسبون وفقها عن الحالة السائدة وعن دور اعضاء المجلس فيها وانجازهم ومدى الاستفادة المردودة على الدولة وقدرة الاجتماعات على تحويل افكارهم الى ارض الواقع والسلبيات التي عالجتها بدلا من ان ينتهي كل اجتماع للمجلس بنتائج لا تتناسب في تقييمها مع متطلبات ومصالح افراد الشعب ومساندته في ابداء الرأي والتحاور وتنمية القيم والوعي الوطني، ما يحدث لا يندرج تحت بند مصلحة المواطن انما هو مساعدة هذه الفئة على نشر القلق والتوتر، ولا جدال في ان اغماض عيون البعض عن متابعتهم لاستيفاء حقوقهم ساهم في تشجيع هذه الفئة على مواصلة ما هم عليه، وحتى يحموا ما يقومون به من اعمال تتسم بعدم المشروعية لجأ العديد من هؤلاء المثقفين الى طرق ابواب النفوذ لتكون لهم انياب واظافر يتم استخدامها تحت غطاء ديموقراطي، هذا السلوك المعوج يتناقض مع المبادئ التي تدعو الى المساواة وحماية حقوق المواطن، ارجو ان تكون الحكومة الحالية او اي حكومة مقبلة جادة في الالتزام بتحقيق الامن والامان (واقصد الامان النفسي وليس العسكري)، مما يؤدي الى الحد من حالة التوحش النفسي والافكار السوداء التي تسيطر علينا وعلى تصرفاتنا، لأن عدم الشعور بالامن والامان يجعل البعض يعتقد ان نهب الدولة والشعب حق مكفول يحصدون ويكنزون من ورائه الكثير.
تذكرت ان هناك تيارات عديدة في المجتمع الواحد تستغل الديموقراطية والحرية وسماحة ما ننادي به في رسم صورة سوداوية للحياة تجعل من المستحيل على الشباب ان يحلموا بصدق وان يأملوا عن يقين وان يراهنوا على ان الغد سيكون افضل من اليوم.
انني اهيب بكل من ينتمي لهذا الوطن ان يرعى الله وان يراجع ضميره في كل فعل يقوم به، اننا نجد بعضنا يريدون تغيير المجتمع كله، افكاره ومشاعره وتقاليده واخلاقه وايضا انظمته، اقتصادية كانت او سياسية اواجتماعية، في يوم وليلة وبأساليب هي اقرب الى الوهم والخيال منها الى الحقيقة والواقع، غير واضعين في حسابهم سنن الله في الكون والحياة من ضرورة التدرج حتى نصل الى ما نريد حتى لا ننهك اقتصاديا اكثر ونتمزق اجتماعيا، ونحتقن سياسيا اكثر من اللازم، هنا لا بد ان نستذكر توجيهات ونصائح صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد والتي جاءت في النطق السامي الذي تفضل سموه بالقائه في افتتاح دور انعقاد مجلس الامة في شأن ضرورة التزام كل سلطة من السلطات بحدودها الدستورية، وطالب سموه بضرورة التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ولا يجوز لأي سلطة ان تتجاوز اختصاصات السلطة الاخرى.
ولا يسعني الا ان اقول اللهم احفظ الكويت واهلها من كل سوء وان يهدي نوابها ووزراءها للعمل لمصلحة هذا البلد الجميل.