أمينة العلي
انتهى عام حافل بالانجازات والاحباطات، وطل علينا عام 2008 نأمل ان تكون ايجابياته أكثر من سلبياته على جميع الأصعدة المحلية والعربية والدولية، ففي العام الذي انطوت اوراقه واصلت الكويت بسرعة رحلة العطاء والبناء في جميع المجالات وما تخلل هذه الرحلة من نجاحات على الساحة السياسية عربيا ودوليا وان كنت أتمنى لو ان ما حققته سياسيا وعربيا ودوليا قد انسحب على اوضاعنا السياسية المحلية التي مازالت في العناية المركزة وكذلك كنت أتمنى لو أن أوضاعنا الاقتصادية كانت أفضل مما هي عليه الآن، وذلك نتيجة للأعباء المالية الضخمة التي تحملتها الدولة لكثير من المشاريع الفاشلة، والتي كان يجب إعادة النظر فيها قبل تنفيذها.
واذا ألقينا نظرة سريعة على مسيرتنا الديموقراطية خلال ما انصرم من أيام فسنشهد ان اللعبة البرلمانية كثيرا ما تجاوزت الحدود واقترب اللاعبون فيها من الخطوط الحمراء، وكأنهم في واد مختلف تماما عن التوجهات الشعبية التي أوصلتهم الى مجلس الأمة ليخدموا الشعب ويدافعوا عن حقوقه، لا أن ينشغلوا ويشغلوه معهم بمجموعة من القضايا، وكأن قضايانا قد سويت ولم يبق امامنا الا قضايا «الشد والرخي»، في حين ان الحقيقة تشير الى ان أدمغة البعض تجمدت بالفعل فاختلط عليها الأمر ولم تعد تميز بين مصالح الناس وصناديق الانتخابات المقبلة، حبذا لو يعرف البعض، ونحن في الأيام الأولى من سنة 2008، ان التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية شرط لا مفر منه.
ورغم اننا هيأنا انفسنا ودخلنا سنة تسرع الخطى وكأنها تريد ان تسألنا عن احوالنا في هذا العالم المتغير في ظل القفزات الحضارية المتميزة والانطلاقات الاقتصادية العملاقة في الشرق والغرب.
ندعو الله عز وجل ان يحقق لنا في هذه السنة امانينا الكثيرة، ومنها وضع استراتيجية جديدة للتحرك باستخدام اساليب مختلفة وأكثر فاعلية في بناء المستقبل، كما اننا نتطلع الى اليوم القريب ان شاء الله الذي تحصل فيه المرأة الكويتية على كامل حقوقها السياسية وان يعمي عنها عيون بعض النواب الواقفين لها بالمرصاد حتى تستطيع المشاركة الى جانب الرجل في بناء كويت المستقبل، وأيضا مع بداية هذا العام نتطلع بكثير من الأمل الى ان تطبق الأمم المتحدة قراراتها وتعطي الحق لمن يستحقه وتضع الأمور في نصابها الصحيح مرة واحدة والى الأبد، وما دمت في باب الأمنيات فإنني أتطلع الى حل نهائي لمشكلة الارهاب بجميع أشكاله ومسمياته وهي مشكلة تقض مضاجع الكثيرين وتسرق النوم من عيون الملايين من ابناء هذا العالم الكبير، كما اتطلع بكثير من الأمل الى حل ينزع فتيل «قضية البدون» فيعطى الحق لمن يستحقه وتوضع الأمور في نصابها الصحيح مرة واحدة والى الأبد بلا رجعة، الآمال والاحلام عندي كبيرة ولكنني في اطار من الواقعية أتمنى ان يسود السلام العادل والدائم الشرق الاوسط وان تشهد هذه السنة حلولا مقبولة وعادلة للأزمات المتفجرة في بلادي، وأن تحل مشكلة أزمة السكن الحكومي وهي أزمة تؤلم الكثيرين وتسرق النوم من عيون عشرات الألوف من أبناء بلدي الحبيب، وأخيرا فإنني أتضرع لرب العزة أن يجعل سنة 2008 سنة خير وبركة على هذا الوطن العزيز وعلى هذا الشعب الكريم وعلى والد الجميع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي عهده الأمين وان تكون حال الأمة العربية وحالنا في بلادنا أفضل مما نحن فيه، إنه سميع مجيب الدعوات.