أمينة العلي
في يوم امس 5 يناير أغلقت جريدتنا «الأنباء» عامها الثاني والثلاثين ومع كتابة هذه السطور وفي هذه المناسبة في عيد «الأنباء» وهي تطوي اثنين وثلاثين عاما من عمرها المديد تذكرت اعلانها الذي كنت أقرأه وأنا طالبة وحفظناه صغارا («الأنباء» جريدة الآباء والأبناء) في عيد «الأنباء» لا أمتلك سوى حب هذه الجريدة، التي وهبتني منذ كنت اخطو اولى خطواتي في مجال الصحافة المعرفة ومنحتني الثقة في نفسي، وعلمتني كيف اكتب كلمة الحق وكيف أبدي رأيي دون خوف، دخلت مجال الصحافة بعد تخرجي في الجامعة من خلال جريدتي المحببة الى نفسي «الأنباء» ومع كتابة هذه السطور بدأ شريط الذكريات ينقلني الى شارع الصحافة الذي اتخذته الصحف مقرا لها، بدأت مسيرتي من خلال هذه الجريدة، كنت شغوفة ومحبة ومتعلقة بمهنة الصحافة، وقد حققت «الأنباء» لي تلك الامنية، وبما انني كنت من المولعين بمتابعة اخبار الصحف، وخاصة التي تكتب في مجالات السياسة والفن والنشاطات الثقافية والبرامجية الاخرى بحكم عملي في وزارة الاعلام وتحديدا في القطاع الثقافي آنذاك كنت اجمع بين الدراسة والعمل، ومن هنا بدأت علاقة حب ومودة بيني وبين جريدة «الأنباء» والصحف الاخرى التي زامنتها، وبحكم عملي آنذاك في مجال الاعلام ولعلاقتي المباشرة بالبرامج والانشطة والاخبار ولإشرافي على الدورات الثقافية تأصلت علاقتي بجريدتي «الأنباء»، بل توثقت اكثر بمساعدة استاذي الفاضل فضل سالم الذي لا أنسى فضله علي حيث علمني بعد تخرجي في الجامعة كيف اصيغ الخبر وكيف أكتبه، علمني «ألف باء الصحافة»، من البداية استمرت علاقتي بأستاذي فضل سالم لمدة اربع سنوات ثم غادر الكويت الى اميركا.. وتمر الايام وأنا ما زلت اعمل في هذا المجال بعد ان بدأت مرحلة جديدة بالعلاقة الوثيقة مع «الأنباء» من خلال الزملاء والزميلات وتستمر حتى هذا اليوم المشهود يوم عيدها الثاني والثلاثين.. كل التبريكات لأسرة تحرير «الأنباء» ولمجلس ادارتها والقائمين عليها، وخصوصا الزميلة بيبي المرزوق رئيسة التحرير والزميل عدنان الراشد نائب رئيس التحرير ولكل من كانت له بصمة واضحة في مسيرة هذه الجريدة، والتي اتخذت من القلم والمشعل شعارا للحرية والرأي والتعبير، في هذه المؤسسة الصحفية التي وثقت الكلمة الحرة الجريئة بأقلامنا.
في هذه المناسبة لا امتلك سوى ان اقدم حبي واعترافي بالجميل لهذه الجريدة التي لها دور كبير في توجيهي وتنمية مهاراتي المهنية، لانها التزمت معنا بميثاق وأخلاقيات العمل الصحافي واتسمت بالشفافية في ابراز الصورة الصادقة للمجتمع باستقلالية وحيادية، واضعة مصلحة وأمن شعب الكويت فوق كل اعتبار، مبتعدة كل البعد عن المهاترات والاستعراضات السياسية التي تضر بالوحدة الوطنية.
ويكفي «الأنباء» انها الصحيفة الوحيدة التي استمرت في الصدور ابان احتلال الكويت من نظام البعث البائد، فكانت تصدر في جمهورية مصر العربية الشقيقة، وكانت توزع بالمجان في جميع بلاد العالم.
أثبتت «الأنباء» انها لسان الوطن ومواطنيه في أحلك وأجمل الأيام والأوقات، واثبتت ايضا انها ضمير الامة الحي الذي لا يختفي أبدا، انها «جريدة الآباء والأبناء والأحفاد»، أبارك لـ «الأنباء» ولنفسي استمرار تلك المسيرة المعطرة المباركة وأتمنى لها مزيدا من التقدم ومزيدا من الازدهار.