أمينة العلي
يقولون ان النعامة تدفن رأسها في الرمال لتقنع نفسها بان احدا لا يراها في هذا الكون العريض ودليلها انها لا ترى شيئا.
وواضح ان البشر يحاكون النعامة ويقلدونها، فهم يرون الحقيقة امامهم مجسمة ومع ذلك يتعاملون مع انفسهم بغباء ويتعامون عنها حتى لا يواجهوها.
صحيح لا نحن ولا النعامة على حق لأن النعامة سرعان ما تقع في قبضة الصياد ونحن سرعان ما نجني عواقب تجاهلنا للحقيقة وتعامينا عنها، والدليل على ذلك اننا عندما نريد ان نجمد موظفا سواء كان في قطاع خاص او قطاع حكومي، فاذا كان هذا الموظف من فئة ذوي المناصب الرفيعة فإن القرار يصدر بنقله الى مستشار بمكتب صاحب العمل اذا كان بالقطاع الخاص او بمكتب وكيل الوزارة او الوزير اذا كان بالقطاع الحكومي، واذا كان منصبه ليس من النوع الرفيع ولا درجته الوظيفية من الصنف الممتاز والمميز فإن قرار نقله يصدر الى اية دائرة او قسم يكون فيه زيادة وعالة على عدد الموظفين وفي كلتا الحالتين تكون الزيادة على النصاب والنتيجة تضخم وظيفي او ما يسمونه بالبطالة المقنعة ولو عملت احصائية لبيان عدد المستشارين الملحقين بمكاتب الوكلاء والوزراء لهالتنا اعدادهم الضخمة.
ولكن الجانب الأكثر قتامة والذي يبعث على الاكتئاب والاحباط اننا نجد التجميد وبعض من يحمل لقب مستشار يهوي ليس فقط على رقاب الموظفين ذوي الاداء الضعيف وانما على العديد من ذوي الكفاءات، وحماسهم الشديد للعمل اوقعهم تحت يد من لا يرحم من المسؤولين ذوي الامزجة التي لا ينعشها ولا يريحها وجود هذه النوعية من الموظفين خوفا من أن تنكشف حقيقتهم كرؤساء ومسؤولين، فكل همهم هو ان يزيدوا كمية الصمغ التي على كرسي وظيفتهم حتى لا يتزحزحوا عنه وبذلك يأخذون من المنصب بدلا من ان يعطوه، لأن أغلبيتهم لا تملك اصلا ما تعطيه!
الحظ: هل أصبح الحظ شماعة أو «علاقة» يعلق عليها الكثير منا الفشل الذي يصادفه في حياته، فالحظ يرفع اناسا ويخفض آخرين وقد يكون منا المحظوظون الذين يحالفهم الحظ طوال حياتهم فالبعض ينجح في اعماله ويسعد في حياته والبعض قد لا يحالفه الحظ ولا يكتب له النجاح رغم قدراته ومواهبه، فما الدور الذي يلعبه الحظ في حياتنا، والى اي مدى يمكننا الايمان به؟ وما السبيل الذي يستطيع الانسان من خلاله النجاح دون الركون الى لعبة الحظ؟
البعض يقول ان الحظ هو تميمة الناجح ولعنة الفاشل، والبعض يقول ان النجاح يعتمد على الحظ، وآخر يقول ان النجاح يعتمد على العمل لا الحظ والنجاح يعتمد على شخصية الانسان وقدراته العلمية والعملية فالنجاح يحتاج الى جهد وعمل ودراسة، والبعض يقول انه حرم من السعادة لسوء حظه ويرى ان الحظ يعانده من زمن ويلعب معه لعبته ولكن بشكل سلبي، حرم البعض من حبه ومن السعادة التي كان يأمل فيها اذا ما استمرت علاقة الحب وتكللت بالزواج، لكن الحظ المعاكس قد يصادفه البعض كثيرا.
المهم ان البعض يؤمن بالحظ حتى اعتبره السبب الاساسي في نجاحه والبعض الآخر لا يؤمن به لأنه لم يصادفه ولم يلمس له اي اثر في حياته.
وبين كل هؤلاء سيظل للحظ موقعه في النفوس، فالانسان اما محظوظ ينعم بما وفر له حظه من نجاح، او مترقب للعبة الحظ التي تحول فشله الى نجاح.
وأنا شخصيــا محظــوظة في حياتي لانني اطبق المثــل الشعبـي الــذي يقــول: قيــراط حــظ قــد يغنــي عــن فــدان شطــارة.