أمينة العلي
لا شك ان مهرجان هلا فبراير يعد مشروعا له مردود ايجابي كبير في النهوض بمستقبل بلادنا، هذا المهرجان الى جانب انه مهرجان تجاري سياحي وفني واقتصادي اصبح ايضا واجبا وطنيا على الجميع ان يتعاونوا ويتكاتفوا من اجل العمل والنهوض واستمرارية نجاحه، هذا المهرجان يعمل سنويا على اعداد الحفلات الغنائية الساهرة، كما ينظم الامسيات الشعرية والندوات الدينية والمسابقات والجوائز والسحوبات المختلفة.
لكن المهرجان ينقصه الكثير لكي يكتمل ويظهر على أكمل وجه ولكي يكتمل مهرجان هلا فبراير لا بد ان يكون للشركات الخاصة والمنظمات المدنية دور مميز نشط وذلك بمساهمتهم بأفكار جديدة ونشاطات مميزة، يصب نشاط مهرجان هلا فبراير في جانبين، الجانب الأول تسويقي والثاني فني وترفيهي وثقافي، لكن ما هو دور المؤسسات الحكومية تجاه دعم هذا المهرجان؟ هل الدعم الحكومي المقدم لهذا المهرجان يليق بهذا الحدث ويظهر صورة شعب الكويت الحضاري لضيوف المهرجان؟
ما المانع في ان تقدم المؤسسات الحكومية الدعم المادي والتقني والاعلامي والاعلاني عبر التواصل مع مكاتبنا الاعلامية الخارجية والتسويق لهذا المهرجان عبر حملات اعلانية واعلامية منظمة والتسويق والدعاية للمهرجان بشكل افضل، من اجل ان تصبح الكويت أحد مقاصد السياحة المفضلة، خصوصا ان الكويت تحوي معالم سياحية بجانب معالمها الثقافية والفنية وباعتبار الكويت بلدا متطورا ومتقدما، ويعتبر هذا المهرجان فرصة لتعريف العالم بالمشهد الثقافي والفني في الكويت ومناسبة طيبة من اجل اطلاع الاخرين على عاداتنا وتقاليدنا قبل ان ننساها في زحمة الافكار والعادات الدخيلة على مجتمعنا.
وفي ظل اجواء الفرح والسعادة ونحن نحتفل بأعيادنا الوطنية، خصوصا ان مهرجان هلا فبراير هذا العام يتواكب مع مناسبة عزيزة على قلوبنا وهي تولي سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الصباح حفظه الله مقاليد الحكم.
كل عام تقوم اللجنة المنظمة للمهرجان بتنظيم الانشطة المختلفة، وتعمل على اعداد الحفلات الغنائية الساهرة، كما تنظم الامسيات الشعرية والندوات الدينية والمسابقات والجوائز والسحوبات المختلفة، لكن المهرجان ينقصه الكثير من اجل ان يكتمل ويظهر على أكمل وجه فمثلا لو اضيفت ندوات علمية واستضفنا فيها بعض العلماء الذين خدموا البشرية من اجل ان يتعرف عليهم أولادنا ويستفيدوا من تجاربهم، كل عام والحفلات الغنائية تعيد نفسها نسمع نفس المطربين وهم يغنون أغاني الحب والآهات ما هو الجديد وما هي الاستفادة من سماعهم؟ لماذا لا نضع جدولا آخر مختلف لمطربي الحفلات الغنائية ونعطي الفرصة الكبرى لمشاركة المطربين الشباب فهم اولى ان يسمعهم المشاركون بالمهرجان، هناك اولويات اخرى غير الغناء والآهات لماذا لا نخصص اياما معينة في هذا الشهر من اجل عرض افلام سينمائية عالمية وتستضيف نجوم السينما العالمية من اجل الاستفادة من تجاربهم.
وكذلك توفير مسارح استعراضية تستضيف فيها نجوما عالميين وعلى مستوى الوطن العربي من اجل اعطائنا فرصة في ايام معدودة من السنة ان نرى مسرحا حقيقيا.
واضعين في الاعتبار مراعاة الجوانب الايجابية لمثل هذه المهرجانات والاستفادة من ايجابيات مهرجانات الدول المحيطة بنا ومن اجل معالجة السلبيات التي حدثت في السنوات الماضية، يقول البعض ان الخصومات على المشتريات في المحال التجارية المشاركة بالمهرجان خصومات غير حقيقية وان اغلب هذه الخصومات وهمية، لكن الاقبال الشرائي من المواطنين والمقيمين والزائرين اصبح عادة يتبعها البعض في هذا الشهر بالذات، نعم مهرجان هلا فبراير فرصة طيبة لجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا، ولكن ما نراه في المهرجان لا يبشر بالخير ان لم يجد من يدعمه ويرعاه، لابد من تعاون مشترك بين كل الجهات سواء كانت حكومية او اهلية لتفعيل دور المهرجان مستقبلا ونجاحه في ظل نجاحات المهرجانات الاخرى في المنطقة، حيث يرجع نجاح هذه المهرجانات لأسس علمية ودراسة وافية ووضع خطط عمل ودراسة السلبيات للوقوف على أوجه التقصير ثم علاجها.
شيء مؤسف ومحزن ان نرى الآخرين يتقدمون في مهاجاناتهم ونحن نتراجع في مهرجاناتنا.