أمينة العلي
تركنا مشكلة استقالة الحكومة وحل مجلس الأمة وقرر البعض الدخول في «خناقة أو هوشة مع وزارة الداخلية» مباشرة وتم استدعاء البعض للتحقيق معهم حول الانتخابات الفرعية ورغم محاولاتي الشديدة لاحباط انفعالاتي وتحجيم ردود فعل البعض الآخر الا انني شعرت وأنا أجلس مع شخصية سياسية كبيرة ان الكيل فاض به والهدوء غادر محطته، والمحافظة على تحجيم الانفعالات لم يعد له ما يبرره فالسياسة التي تعيش الكويت اليوم عليها في كل شيء من فرط انهيارها جعلت الجميع يوشك أن يفقد صوابه لكن أثناء حواري مع هذا السياسي الكبير والذي دار محوره الأساسي حول الانتخابات والترشيح والحكومة الجديدة وتوقعاته حول هذا الموضوع أزعجه إلى حد الألم ما يحدث حاليا وعدم تمسك البعض بالقوانين واللوائح الخاصة بالانتخابات وتصميمهم على عقد انتخابات فرعية وأدهشه الى حد الغضب استخفاف البعض بالقوانين، وحزت في نفسه مشاهد من اصطدموا بقوى الأمن، لذا فهو يراها بوادر لأيام كارثية ستحل بالمجتمع في السنوات المقبلة، وهنا يسأل خوفا على الكويت: أليس هناك مواطنون راشدون يفهمون مصلحة بلدهم ويعملون على إنقاذ هذا البلد من الانتفاضة القبلية.
الشعب منهك اقتصاديا ويتمزق اجتماعيا ويحتقن سياسيا لأنه عندما تحكم العصبية والقبلية فئات المجتمع فانتظروا الكوارث، لأننا نعيش ضمن سياسة «اللهوجة».
لا شك في أن المواطنين الذين تضطرهم ظروف العمل واهتماماتهم بالشأن العام الى تصفح وقراءة عدد كبير من الصحف يصابون بحالة من الخوف والقلق واليأس من المستقبل نتيجة لما يقرؤونه عن أحوالنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية خاصة حول موجات ما وصلنا اليه من تفكك سياسي.
الكويت كلها في حاجة ماسة الى ما نعلق عليه آمالنا في تقديم خدمة سياسية وإعلامية تعبر عن متطلبات المجتمع وحاجته الى واقع سياسي وإعلامي أكثر تطورا وديموقراطية، ويؤكدون على ضرورة التحلي بإعادة المصداقية والتصدي لمخططات الفساد والالتزام بالنقد البناء والتفاعل بإيجابية مع قضايا الجماهير وضرورة تقديم رسالة للتنوير ومواجهة المبدعين في شتى المجالات وان تكون دعواتهم دافعة لإعلاء قيم المجتمع الهادفة في مواجهة دعاوى التدمير، ويثق مواطنو الكويت ايضا في قدرة الحكومة الجديدة على تحقيق الوفاق الوطني والسعي الجاد لكسب الشارع الكويتي وان يختار الشعب حكومة تقدم حلولا لمشكلات المجتمع انطلاقا من القدرة على ادارة شؤون الوطن والسير على خطى حكومات الكويت السابقة بزعاماتها التاريخية الخالدة.