أمينة العلي
جائزة البغلي للابن البار رافد من روافد الخير ولبنة في صرح العمل الخيري في دولتنا المعطاء.
يقول راعي جائزة البغلي للابن البار الاستاذ ابراهيم البغلي ان الهدف من تخصيص هذه الجائزة السنوية هو تشجيع الابناء على بر والديهم وتقوية العلاقات الاسرية الى جانب توعية المجتمع باحتياجات المسن المختلفة وتفعيل دور المسن ودمجه بالمجتمع، الى جانب التشجيع على العمل التطوعي مع المسنين وتعزيز السلوك الايجابي لدى الابناء تجاه آبائهم واجدادهم.
وقد يتبادر للبعض السؤال عن سبب انشاء جائزة الابن البار، وخصوصا ان من قام بالتكلفة المادية هو شخص واحد وهو بورائد، هل هو ناتج عن تقصير بعض اللجان الخيرية في القيام بدورها في المساعدات الانسانية؟ لكن بورائد علق على ذلك قائلا ان اللجان الخيرية في الكويت والحمد لله تقوم بعملها على اكمل وجه والاخوة القائمون عليها والمسؤولون عنها مشهود لهم بالثقة والاخلاص والكفاءة ولكن التجديد والابتكار والتنوع في العمل الخيري كل ذلك يدفع الى مصلحة هذه الفئة وهو بر الابناء بوالديهم.
ابو الانسانية الاستاذ ابراهيم البغلي اياديه البيضاء ممتدة في كل مكان وله من الاعمال الخيرية ما لا يعد ولا يحصى داخل الكويت وخارجها، وله مواقف جميلة، يساعد كل محتاج ولا يرد من يطرق بابه.
نرى ونسمع بين الحين والآخر عن حوادث عقوق الابناء، لذلك نظر البغلي الانسان الى هذا الموضوع بعين الجدية والاهتمام واستطاع ان يوصل رسالته الانسانية الى قلب وعقل وفكر كل فرد من افراد مجتمعنا واثبت انه ينبغي الا يتسرب اليأس ابدا الى النفس فالحب والعاطفة بين الآباء والابناء موجودان، واستطاع بورائد ان يطبع بصمة حب وسعادة داخل الاسرة عندما فكر ونفذ فكرة جمعيته الخيرية وهي من اجل رعاية المسنين والتي كان اول حصادها جوائز نقدية ورحلات للعمرة قدمها البغلي لمجموعة من الشباب والشابات خلال حفل تكريمهم في شهر نوفمبر الماضي كأول فائزين بهذه الجائزة، هؤلاء الشباب والشابات يستحقون بكل جدارة ان ينالوا هذه الجوائز والتي تعتبر شيئا رمزيا نظير ما قدموه من اعمال جميلة لاسرهم.
وهذه هي السنة الثانية على التوالي والتي يحتفل فيها البغلي بالمسابقة، وخلال الاحتفال الاول للجائزة سمعت عن قصص البر والتضحية والايثار من الاخوة والاخوات المشاركين فمنهم من ضحى بحياته الاجتماعية ورفض الزواج خشية ان تأخذه حياته الجديدة ويقصر في رعاية والده وفضل ان يكمل مسيرة حياته مع والده المسن، ومنهم من فضل ان يقطع بعثته الدراسية وان يكون قريبا من امه المسنة والتي احتاجت الى مساعدته، وايضا منهم الكفيف والذي رغم اعاقته استطاع ان يرعى أباه المشلول، رأيت نماذج من شباب وشابات ضحوا بأنفسهم وبمستقبلهم من اجل والديهم.
جائزة البغلي للابن البار وهي تحتفل بعيدها الثاني تؤكد ان الارض الخصبة كلما كثرت اشجارها كثرت ثمارها.
جائزة البغلي للابن البار عمل خيري نتقرب به الى الله عز وجل وعمل انساني لنشر الفضيلة والزيادة في البذل والعطاء ليتواصل الخير بين الآباء والابناء.
ورغم ان جائزة البغلي للابن البار مازالت في بدايتها الا ان بورائد استطاع خلال فترة قصيرة ان ينشر الحب والرحمة والشفقة في مجتمعه وفي الاسرة الواحدة وبتفكيره النير استطاع ان يمد يد المعونة والمساعدة للمحتاج ليؤكد للجميع ان حب الابناء لاسرهم عاطفة رقيقة عميقة قوية لا يمكن الا ان توجد.